«الأحمر.. خطر»!

عادل عصام الدين

TT

قالت الدكتورة مي وهي تتحدث للقناة السعودية الأولى عن تأثير الألوان على نفسياتنا وسلوكياتنا وكيف أن كل لون له ذبذبات وقوة وسرعة، فتنتقل الذبذبات إلى العين ومن ثم إلى الغدة، إن اللون الأحمر يرتبط بالطاقة والحيوية والحماس. تساءلت: ترى هل لانتشار اللون الأحمر في معظم أندية العالم، لا سيما في أوروبا، وأخص بالذكر إنجلترا، علاقة بهذا التأثير النفسي؟!

الحقيقة أن مسألة الألوان التي سبق لي أن تناولتها أكثر من مرة خلال السنوات الماضية، لها أهميتها وتأثيرها بلا شك، وأذكر أنني كتبت عن غرف ملابس اللاعبين في استاد ويمبلي الشهير، وكيف أن تغيير ألوان «الطلاء» أدى إلى تغيير النتائج، ولذلك ينصح الخبراء بضرورة الاهتمام بألوان «جدران» غرف ملابس اللاعبين قبل المباراة لأن للألوان تأثيرها الواضح. وإذا كان الأسود سيد الألوان على اعتبار طاقته العالية حيث يمتص جميع الألوان، فإن ارتباطه بالحزن يلغي انتشاره في ملاعب كرة القدم، ومن هنا بات اللون الأسود أقل الألوان انتشارا، ولذلك ارتبط اللون بملابس الحكام لفترة طويلة في ظل عدم استخدام الأندية لهذا اللون إلا فيما ندر.

وإذا كان اللون الأحمر يرتبط بالطاقة والحماس ويذكرني بما كان نردده ونحن صغار «أحمر.. خطر»، فإن اللون الأزرق دليل الراحة النفسية وعمق التفكير، وهو لون يشجع على التفاؤل أيضا، كما أن الأخضر هو لون التوازن في الطاقة، ويدل الأصفر على قوة التركيز، أما البرتقالي فيأتي كأفضل الألوان من ناحية المعنويات حيث يشعر من يرتدي القميص البرتقالي بارتفاع الروح المعنوية والرغبة في تقديم أفضل عطاء. هناك ألوان موجبة، وهي الأحمر والبرتقالي والأصفر، وألوان سالبة مثل الكحلي والبني والرمادي والبنفسجي. أما الأخضر فيأتي في المنتصف، وهو لون التوازن. أما الفرق بين الألوان السالبة والموجبة فيتمثل في الذبذبات، ذلك أن الألوان السالبة تعتبر سرعتها أبطأ من الألوان الموجبة، الأمر الذي يعني أن تأثيرها على الآخرين بطيء، وتعرف بالألوان الباردة. هذه المقارنة تساعدنا في معرفة مدى تأثير الألوان أو «الشعارات» على الجماهير والمتابعين، فاللون الأحمر كما علمت أكثر الألوان جاذبية وتأثيرا على المشجعين.

الأحمر.. جذاب للآخرين، والبرتقالي تأثيره كبير لمن يرتدي هذا اللون. أتحدث عن «اللون الواحد».. لكن معظم الفرق في العالم تستخدم أكثر من لون واحد.. فهناك الأزرق والأبيض.. والأحمر والأبيض.. والأصفر والأسود.. والأسود والأبيض.. والأخضر والأبيض.. والأصفر والأزرق. والأحمر والأبيض والأسود.. والألوان الثلاثة الأخيرة تعد قاسما مشتركا أو «تركيبة» مستخدمة في كثير من دول العالم، حيث تشكل الألوان الثلاثة «الأحمر والأبيض والأسود» شكلا بديعا وجذابا. وأختم بالقول إن معظم أنديتنا لا يجيد صنع أو اختيار «الطقم» المناسب والجذاب والمتجانس رغم وجود ألوان تساعد على صنع «تركيبة» جذابة.

[email protected]