هل أنديتنا كيانات ربحية أم جمعيات خيرية؟

موفق النويصر

TT

ألقت الهزيمة الرابعة التي تعرض لها الاتحاد أمام نظيره النصر في بطولة الدوري بظلالها على الفريق الأول، حيث أعلنت إدارة النادي إلغاء تعاقدها مع المدير الفني غابرييل كالديرون، وتكليف الوطني حسن خليفة بمهمة الإشراف على الفريق، حتى التعاقد مع مدرب جديد.

هذه الخطوة وما سبقها من أحداث اعترضت الفريق الاتحادي بعد خروجه الحزين من نهائي دوري أبطال آسيا، كانت مثار جدل الإعلاميين السعوديين، وبخاصة المهتمون بالشأن الاتحادي، حيث أرجعت فئة منهم هذا التراجع إلى عجز إدارة الدكتور خالد المرزوقي عن التعامل مع الحالة النفسية السيئة التي خلفها خروج الفريق من البطولة الآسيوية، وعدم تأهله لنهائيات كأس العالم للأندية.

وليس أدل على ذلك سوى حالة التقهقر التي تصيب الفريق بمجرد التسجيل فيه، حيث يبدأ في التراجع وارتكاب الأخطاء ونيل الكروت الملونة، وبالتالي يفقد تنظيمه داخل الملعب، فتكون النتيجة خسارته للقاء، كما حدث أمام الاتفاق والشباب والهلال وأخيرا أمام النصر.

وأكاد اجزم أن غياب الملاءة المالية لهذه الإدارة جعلها رهينة لبعض أعضاء الشرف، ممن يحاولون تجاوزها، كما حصل في موضوع محمد نور مع السد القطري، وانتظارها (كمتفرجة) لما ستسفر عنه مفاوضات نايف هزازي مع العضو الداعم لتوقيع عقده الاحترافي، فيما ترى الفئة الأخرى أن هناك أيادي خفية تعمل على إسقاط الإدارة بشتى الطرق، لصالح أشخاص آخرين، تدعمها في ذلك صحف وأقلام صحافية، من خلال إدخال اللاعبين طرفا في الصراعات الدائرة بين أعضاء الشرف، وتوسيع الخلاف بينهم وبين الجهاز الفني، حتى أصبح ظاهرا عدم تقبلهم لمديرهم الفني، الذي نجح معهم خلال ثلاث سنوات ماضية في تحقيق الانتصارات وتقديم أفضل المستويات.

الأكيد أن ما يمر به «العميد» ليس شأنا اتحاديا صرفا، بل تتعرض له جميع الأندية السعودية، مما يؤكد أن هذه الأندية لا تدار باحترافية كاملة، وأن عملها مهما صاحبه تحقيق إنجازات وبطولات يظل عملا هاويا، مرتبطا بالأشخاص الداعمين ماليا أو المتطوعين إداريا.

والمتابع لخارطة الأندية السعودية يستطيع أن يرى قيامها على أفراد معينين أكثر من اعتمادها على مصادر دخل ثابتة، وهي اعتمادات تبقى ببقاء هؤلاء الأشخاص، وتختفي باختفائهم.

تؤكد ذلك تصريحات رئيس نادي الحزم السابق محمد العساف، الذي قال إن رئيس هيئة أعضاء الشرف ساومه على استمرار دعمه للنادي بتقديم إدارته لاستقالتها («الشرق الأوسط» 19/9/2009).

وهنا أجد نفسي مضطرا للتساؤل: هل نحن فعلا مؤهلون لتخصيص أنديتنا، كما هي مطالب الاتحاد الآسيوي؟

الأكيد أن إجابتي هي بالنفي، بدليل أن جميع إدارات الأندية ما زالت رهينة لتبرعات أعضاء الشرف فيها أو الاقتراض منهم، وبات من السهل عليهم طلب دعمهم المالي بدلا من توفير مصادر دخل ثابتة. وبخلاف عقود الرعاية التي قدمتها شركات الاتصالات السعودية للأندية الجماهيرية فقط، لم نسمع عن موارد جديدة دخلت هذه الأندية.

لذلك أعتقد أن نجاح أنديتنا في المرحلة المقبلة بعيدا عن التدخلات التي تفرضها الجهات الداعمة، مرهون بتولي إدارتها رجال أعمال يملكون الكفاءة التجارية، التي تخولهم ابتكار الحلول بدلا من انتظارها، وإيجاد مصادر دخل جديدة تجعل من أنديتهم كيانات ربحية بدلا من كونها جمعيات خيرية.

[email protected]