واقع النصر

منيف الحربي

TT

المتأمل في واقع العمل النصراوي يدرك أن ما تحقق حتى الآن من تباشير جيدة يعود للتعامل الإداري الواعي، والتخطيط المنصرف عن القضايا الثانوية نحو صياغة مستقبل أصفر مشع بالبطولات، وهو تخطيط يرعاه رئيس النادي، وتتولى تنفيذه قدرات شرفية وإدارية ناضجة مثل عمران العمران وعامر السلهام وسلمان القريني.

هذا التوجه قاد إلى استقرار يمتص الصدمات، ويصحح الأخطاء، ولا يستسلم للظروف، ولتأكيد سلامة الرؤية الفنية مثلا نلاحظ أن الأهداف التي سجلت أمام بطلي الموسمين السابق والحالي (الاتحاد والهلال) جاءت بنفس الطريقة والأسماء، إضافة إلى ما حدث في مباراة نجران، حيث كان الفريق متعادلا وعندما زج المدرب بالحارثي والكوري نجحا في تسجيل هدفين، ليحقق النصر فوزه الرابع على التوالي وهو يتنقل من الشرق للغرب للجنوب.. سلامة الرؤية الفنية هذه لا يمكن فصلها عما أشرت إليه من تعامل إداري محنك نجح في احتواء الكثير من المشاكل المتشابكة داخل النادي وخارجه، وأبدع في تحييد عناصر الإثارة المقلقة ورواد التقسيم الممقوت.

برأيي الخاص.. تأخر التعافي النصراوي كان سببه الجدولة، ثم الرغبة في تحقيق كأس فيصل التي عندما تراجعت حظوظ الفريق فيها وتم فصل الأولمبي عن الأول حصل التركيز المطلوب وأثمر.

ما ينبغي أن يعيه الجمهور هو أن أي انخفاض في المستوى سيكون طبيعيا، وأن الخسارة في كرة القدم حتمية، فليس هناك فريق لا يخسر.. الأهم هو أن شخصية النصر القوية تمت صياغتها بشكل جيد ويجري صقلها لتكتمل صورة البطل الحاضر في كل المناسبات.

في وداع الـ«art»

بعد أربع سنوات من الجهد الجبار الذي جعل الرياضة السعودية في عيون الفضاء على امتداد الكرة الأرضية، ترجلت شبكة قنوات الـart عن الركض، وبعيدا عن ملابسات الصفقة الكبرى فإن ما قدمه منتج الكرة السعودية الزميل وليد الفراج وفريقه من الشباب السعوديين يعد عملا جبارا بكل المقاييس، ونقلة نوعية على مستوى الإعلام الرياضي المرئي سواء من ناحية نوعية المادة المقدمة أو من ناحية التقنية الفنية المشاركة بالإنجاز الضخم.

قدم هؤلاء الشباب للرياضة السعودية الشيء الكثير، ومن جرب حساسيات العمل الإعلامي وتجاذباته وضغوطه يعرف أي معاناة تعرضوا لها في سبيل ذلك، فلهم كل الشكر والتقدير مع صادق الدعوات بالتوفيق.

اعوجاج التحكيم

كتب مرعي عواجي هذا الأسبوع عنوانا عريضا يحكي واقع التحكيم المحلي، حيث أدار مباراة النصر ونجران مساء الخميس متجاهلا ضربة جزاء حدثت أمامه تماما ومدافع نجران يركل قدم ريان ويوقعه أرضا، في لقطة أكدها الخبير محمد فودة، وبعد 48 ساعة انتقل للرياض واحتسب (رغم قربه) ضربة جزاء خيالية للهلال أكد فودة والمهنا عدم صحتها..!

من نجران للرياض للدمام يبقى واقع التحكيم مؤلما ومحيرا.