ما هذا المنطق يا رئيس لجنة الحكام

موفق النويصر

TT

أعادت مباراة نصف النهائي في بطولة الأمير فيصل بن فهد، بين فريقي الأهلي والهلال، ومن قبلها لقاء فريقي الشباب والفتح، الحديث مرة أخرى عن أخطاء الحكام السعوديين، التي ما لبثت أن هدأت بعض الشيء في بطولة دوري «زين»، بعد أن تمت الاستعانة بالحكم الأجنبي في معظم لقاءات الدوري.

اللغط الذي أحدثته مباراة الشباب والفتح نتيجة الخطأ الفني الذي وقع فيه الدولي عبد الرحمن العمري، كان بالإمكان تداركه بإعادة المباراة كما تنص على ذلك لوائح الاتحاد الدولي، إلا أن اللجنة الفنية كان لها رأي آخر حين رفضت ذلك، واضعة أكثر من علامة استفهام حول المعايير التي تعتمدها عند اتخاذ القرارات.

ولا يختلف لقاء الأهلي مع الهلال لتحديد الطرف الثاني في النهائي عن سابقه، فقد وقع الدولي مرعي العواجي ومساعده الأول الدولي عبد العزيز الكثيري في جملة من الأخطاء، التي لا يقع فيها أي حكم مبتدئ.

فبخلاف تساهله في تطبيق القانون، وتباين المعايير التي اعتمدها أثناء اللقاء، وإفراطه في استخدام الكروت الملونة لتأكيد صحة قراراته، وبعده عن أجواء المباراة، فقد تسبب تردد العواجي وعدم تدخله في الوقت المناسب، في انفلات المباراة من عقالها، لتنتهي بالطريقة التي شاهدها الجميع.

وهي أخطاء يرى الأهلاويون أنها أفقدتهم نتيجة المباراة، كما صرح بذلك الأمير فهد بن خالد، المشرف العام على كرة القدم بالنادي بعد نهاية المباراة، مرددا أكثر من مرة في لقاءاته التلفزيونية عبارة «من يعيد للأهلي حقه المسلوب في المباراة».

وهو محق فيما ذهب إليه، فها هو مجهود موسم كامل يتم الإجهاز عليه بصافرة ظالمة وأخرى مترددة، وهو حديث سيردده الفريق الهلالي لو آلت نتيجة المباراة إلى عكس ما انتهت إليه، كون الأخطاء طالته هو الآخر.

ما حدث من العمري والعواجي في مباراتي نصف نهائي بطولة الأمير فيصل يمكن اعتباره من الأخطاء التحكيمية التي تحدث في مباريات كرة القدم، والتي يمكن هضمها مستقبلا تحت بند الأخطاء التقديرية، ولكن غير المقبول هو التبريرات التي ساقها عبد الله الناصر رئيس لجنة الحكام في مداخلاته عبر القنوات الفضائية.

الناصر الذي لم يكتف بتبرير الأخطاء التي وقع فيها الحكمان الدوليان، ذهب إلى أبعد من ذلك حينما أيد مبدأ التعويض الذي لجأ إليه العواجي، حين ساوى بين عدم صحة ضربة الجزاء الثانية للهلال وعدم صحة الهدف الثالث للأهلي، وأن هذه بتلك.

هذا الحديث الذي صدر عن رأس الهرم التحكيمي يضع أكثر من علامة استفهام حول مستقبل الحكم السعودي، ويؤكد المقولة الشعبية «إذا كان رب البيت بالدف ضاربا فشيمة أهل البيت الرقص»، فكيف نتوقع أن يتطور تحكيمنا وهذا منطق رئيسه.

الغريب أن من شاهد الدولي خليل جلال وهو يقود لقاء الكاميرون وزامبيا أول من أمس، تصيبه الحيرة وتجعله يتساءل: هل يعقل أن يكون هو الحكم نفسه الذي تذمرت منه الأندية السعودية في الأيام الماضية.

ما يؤكد المقولة التي ذكرها الأمير عبد الرحمن بن مساعد قبل أسابيع، من أن الحكم السعودي لديه حساباته الخاصة التي تقيده أثناء المباريات، والتي لا تساعده كثيرا على اتخاذ القرارات الصحيحة أثناء تحكيمه للمباريات المحلية، إضافة إلى أن ضغط المباريات التي يشارك بها، مع عدم تقديره ماديا ومعنويا بما يستحقه، كلها مجتمعة تتسبب في الحالة التي هو عليها الآن.. فمتى تعي ذلك لجنة الحكام؟ سؤال إجابته عند عبد الله الناصر.

[email protected]