خطوة إعادة تشكيل لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم اعتبارا من الموسم المقبل تبدو في رأيي خطوة شجاعة من قبل المسؤولين عن كرتنا، وبخاصة أنهم لم يصلوا إلى هذه الدرجة من العمق في اتخاذ القرار إلا بعد أن تأكدوا أن هناك خللا فيما يسيرون فيه..!
ولا أخفيكم سرا أن قرار عدم الازدواجية في رئاسة بعض اللجان يدعو للتفاؤل في المرحلة المقبلة، لا سيما وأن كثيرا من رؤساء لجاننا لديهم كثير من المهام والمسؤوليات ما الله به عليم، وليت المسؤولين يفرضون ذلك على أي عضو يمارس عمله في اتحاد آخر غير كرة القدم من خلال تخييره، إما بالبقاء أو العمل هناك في اتحاد تلك اللعبة وكذلك الحال لمن يعملون مع الأندية ويتواجدون في عضويات لجان الاتحاد.
أعتقد أن المرحلة المقبلة بحاجة إلى مزيد من الشفافية والوضوح فيما يخص رسم الصورة لكرتنا السعودية ولاتحادها الأهلي وكذلك لهيئة دوري المحترفين السعودي..!
بصراحة أكثر، لا تزال هيئة دوري المحترفين غامضة المعالم فلجان المسابقات والفنية والإعلامية والانضباط المنبثقة عنها وغير المفعلة حاليا، يجب أن تكون مستقلة بذاتها عن لجان اتحاد الكرة، وهو الأمر الذي يجب أن ندركه، فهذه اللجان من المفترض أن تكون هي المسؤولة عن أي أمر يخص دوري زين السعودي للمحترفين فيما تعنى لجان اتحاد الكرة بالبطولات الأخرى، وأهمها كأس ولي العهد وكأس الملك للأبطال وكأس الأمير فيصل.
من المهم جدا أن نواصل الاحترافية في عملنا وطالما أن هيئة المحترفين تسير بخطوات ثابتة نحو إرساء مفهوم العمل الجاد والمنظم على مستوى أندية دوري زين، فيتعين عليها أن تسارع في تنظيم لجانها لتكون مسؤولة عن كل ما يخص تلك الأندية المحترفة.
توزيع المسؤوليات والمهام والاختصاصات بين هيئة دوري المحترفين وبين اتحاد الكرة في تقديري الشخصي سيخفف الكثير من المتاعب على الأخير، الذي في رأيي يعمل على تركة ثقيلة لا يمكن لأحد أن يتجاوزها، فالهيئة في رأيي بحاجة لأمين عام مستقل وبحاجة لرؤساء لجان للمسابقات والفنية والانضباط والإعلامية بخلاف الرؤساء الموجودين في لجان اتحاد الكرة.
وطالما أن الأمير نواف ساع إلى إعادة تشكيل اللجان الخاصة باتحاد الكرة، فالواجب هنا أن يواصل ذلك بتشكيل لجان لهيئة دوري المحترفين حتى يكون العمل منظما وسهلا وبعيدا عن أي ازدواجية في القرارات.
لن يؤخرنا عن التقدم نحو الإمام سوى مشكلات اللوائح في كل اللجان.. لذا فمن المنطقي جدا أن نسارع إلى النظر فيها من جديد وأن نعمل على اعتمادها قبل انطلاق الموسم الكروي المقبل، وإذا كان اتحاد الكرة ولجانه وقعوا في الكثير من الأخطاء هذا الموسم وما سبقه فلن تقبل منهم على الإطلاق أي أخطاء في الموسم المقبل في الشأن ذاته، لسبب وحيد فقط وهو أنه لم يتعلم بعد..؟!