الناصر ضحية.. والدور على المهنا!

عبد العزيز الغيامة

TT

لم أستغرب أبدا قرار إعادة تشكيل لجنة الحكام الرئيسية من جديد ليكون عبد الله الناصر ضحية الانتقادات اللاذعة التي نجح مسؤولو الأندية في إدارتها بالشكل الذي يريدونه. ولن أستغرب أيضا أن يأتي يوم ليذهب فيه عمر المهنا ضحية عاشرة أو عشرين لهكذا انتقادات لإيماني التام بأن المشكلة ليست في المهنا ولا في الناصر ولا حتى في عبد الرحمن الدهام..!

في المؤتمر الصحافي الذي عقده الأمير نواف بن فيصل قبل أيام سألت الأمير عن أسباب صمت اتحاد الكرة تجاه كل الاتهامات التي توزع على حكام الكرة السعوديين من قبل مسؤولي الأندية، ورغم أن سمو الأمير أجاب عن السؤال، فإنني وبصراحة لم أجد نفسي تقتنع بالإجابة على اعتبار أن الحل الوحيد لا يتمثل في حماية وزارة الثقافة والإعلام لحكامنا بل يفترض أن تبدأ الحماية من رعاية الشباب أو اتحاد الكرة..!

يا أعزاء.. لن ينصلح حال حكامنا ما دام قرار تطويرهم لا يتجاوز مسألة إقالة رئيس وتعيين آخر. يا سادة يا كرام.. حال قضاة ملاعبنا ليس مرتبطا بأن يكون محمد فودة مستشارا متفرغا أو غير متفرغ للجنة.. لن يكون التطوير إلا إذا وضعنا دائرة حمراء لا تتجاوزها الأندية ولا المنتمون إليها ولا حتى الإعلام.

هذه الدائرة يا اتحاد الكرة لن يرسمها سوى لائحة كتلك الموجودة في الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، أو نظيرتها في الإيطالي، أو حتى الإسباني.. هنا أتذكر المحكمة الرياضية في إيطاليا حينما استدعت النجم الإيطالي الشهير توتي للتحقيق معه بشأن تصريحات أطلقها ضد الحكام في بلاده، وأنهم ساعدوا بقراراتهم فريق إنتر ميلان.. وهنا أتذكر أن الاتحاد الإنجليزي لكرة لقدم قد حذر النجم واين روني من انتقاد الحكام بعد أن قال لأحدهم «12 رجلا» في إشارة إلى الحكم الإنجليزي مارتن وأنه يلعب بصافرته مع تشيلسي!

وأتذكر للمرة الثالثة عقوبة الاتحاد الإنجليزي ضد المدير الفني لمانشستر يونايتد أليكس فيرغسون بعد أن سخر من وزن حكم لإحدى مباريات فريقه.

يا الله.. هناك يحمون حكامهم من مجرد الانتقاد، في حين أن هنا تعلق المشانق لحكامنا لخطأ تقديري أو حتى لخطأ مر عليه مرور الكرام دون أن يراه.

بصراحة يا اتحاد الكرة.. ليست المشكلة في كل رؤساء لجنة الحكام الذين مروا عليها طيلة العقدين الماضيين، وإنما في صمتك تجاه كل من يسلون سيوفهم ورماحهم لقتل الحكم السعودي معنويا.

جربوا مرة واحدة واثنتين وثلاثا وعشرا، وأوقفوا كل من يسعى للانتقاد السلبي.. أما من يقل إن الحكم أخطأ في التقدير أو إن قراره جانبه الصواب فهنا يحق لكم أن تتركوه لأن أخلاقياته هي التي جعلته ينطق بمثل هذه التصريحات الرزينة والمؤدبة والإيجابية.. فهلا فعلتم؟!

[email protected]