ماذا عن سفرائنا للنوايا الحسنة؟

محمود تراوري

TT

أصدقاء رونالدو وزيدان سيلعبون غدا مباراة خيرية أمام بنفيكا البرتغالي لمساعدة ضحايا زلزال هايتي، طبقا لما أعلنه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة بنفيكا. وسترافق المباراة حملة لحث المشاهدين على التبرع.

البرازيلي رونالدو، والفرنسي زين الدين زيدان سفيرا نوايا حسنة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وكنا قد سمعنا عن اختيار عدد من النجوم والرياضيين العرب سفراء نوايا حسنة، بيد أننا لم نسمع عن حضور لهم في كوارثنا العربية، لعل آخرها سعوديا كارثة سيول جدة قبل شهرين، حيث طالبت طروحات صحافية كثيرة بدور للرياضيين في الإغاثة، ولكننا لم نر شيئا ذا قيمة، وسط إغفال تام لأثر النجوم في إثارة الرأي العام، وحثه على تقديم شيء. وإن كانت لا توجد مقارنة بين سيول جدة وبين زلزال هايتي، الذي تجاوز عدد ضحاياه عشرات الآلاف.

نجوم الرياضة تدافعوا هناك لتقديم العون، بعيدا عن أي تعقيدات مذهبية أو عرقية أو سياسية، فالمصاب إنساني جلل في المقام الأول، والضحايا بالآلاف، بينهم عدد غير محدد من لاعبي الكرة، وفقا لما أعلنه اتحاد كرة القدم في هايتي، مما دفع نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جاك فارنر إلى الإعلان عن اعتزام الفيفا تقديم تبرع لضحايا زلزال هايتي بقيمة 250 ألف دولار، سيشارك هو فيها بمبلغ 100 ألف دولار. في حين قال مايكل بالاك، قائد منتخب ألمانيا لكرة القدم، إن منتخب بلاده تبرع بـ150 ألف يورو لضحايا الزلزال، مشيرا إلى أن زملاءه في المنتخب الألماني وكذا المدربين والإداريين اتفقوا على هذه الخطوة عبر الهاتف.

وقد لفت الانتباه خلال حفل التبرع الخيري الذي أقامته القناة الثانية بالتلفزيون الألماني «زد دي إف» الثلاثاء الماضي، قول بالاك «لا يمكن لشخص شاهد التقارير التلفزيونية والصحافية حول البؤس غير المحدود في هايتي، أن يقف مكتوف اليدين حيال هذه الحالة البائسة».

لاعب السلة الأميركي صموئيل دالميرت، الهايتي الأصل، أعلن تبرعه لجهود الإغاثة، وقام بإعلان للخدمة العامة مشجعا الجماهير على تقديم يد العون، وتبرع بدوره بمبلغ مائة ألف دولار لمنظمة «يونيسيف». وكانت الاستجابة لنداء دالميرت سريعة، حيث أعلن فريق سيكسرز عن تلقيه تبرعات بقيمة 30 ألف دولار.

نجم التنس السويسري روجيه فيدرر، المصنف الأول على العالم تفرغ لخطة جمع التبرعات في مناسبة شارك فيها من النجوم: الإسباني رافاييل نادال، والأميركية سيرينا وليامز، والبلجيكية كيم كليسترز، والصربي نوفاك ديوكوفيتش، والأسترالية سامانتا ستوسور، والأسترالي ليتون هيويت، والأميركي آندي روديك. حيث قدم مجموعة من أفضل لاعبي التنس عرضا غير رسمي قبل بدء فعاليات أستراليا المفتوحة في ملبورن، ذهب ريعه للضحايا. أما اللاعب الأميركي جون إسنر، الفائز مؤخرا بلقب بطولة هينيكين المفتوحة للتنس في نيوزيلندا، فقد تبرع بمبلغ خمسة آلاف دولار للصليب الأحمر من أجل إغاثة ضحايا زلزال هايتي.

يا ترى ما الفرق بيننا وبينهم؟