مساء الدكتور

مسلي آل معمر

TT

لا أبالغ ولا أستعرض إذا ما قلت إنني واحد من أكثر الكتاب الذين كتبوا عن الاحتراف ولوائحه، قد أكون وفقت في بعض الانتقادات وربما جانبني الصواب في انتقادات أخرى، المهم في الأمر أن الدكتور صالح بن ناصر رئيس لجنة الاحتراف وخبير الرياضة السعودية كان محورا رئيسيا في العديد من المقالات، أيضا كانت له ردود ينتقد فيها بعض توجهاتي.

الجديد في الموضوع أنني اكتشفت أمورا كانت غائبة عني في السابق بعد أن جمعتنا المناسبة الجميلة في برنامج «المساء الرياضي» في القناة الرياضية، الدكتور وبعض الزملاء وأنا، وفي نهاية الحلقة وصلت إلى قناعة بأن الدكتور صالح بن ناصر من أذكى الشخصيات الرياضية التي قابلتها وأكثرها حنكة، فهو قادر على أن يتعامل مع كل المواقف بدهاء وليس كبقية رؤساء اللجان مع احترامي لهم جميعا، فالدكتور لم يكابر ويزعم أن لائحته كاملة ولا يشوبها شائبة، ولم يقل إنهم في اللجنة لا يخطئون، بل ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك حينما قال أعينونا بمقترحاتكم، وهو بهذا الموقف حمل المسؤولية للجميع، ولم يدّع أنه الرجل الوحيد الذي يفهم.

الدكتور صالح عمل في وزارة الإعلام ثماني سنوات قبل أن يعمل في مجال الرياضة والشباب ويجيد التعامل مع الإعلام جيدا، وليت بقية أعضاء اللجان يتعلمون منه في إيضاح ما يلتبس، وعلى سبيل المثال عبد الله الناصر الذي لا يريد أن يعترف بأي خطأ وكأنه يريد استفزاز المتلقي، وفي هذه الطريقة ضرران؛ الأول هو التبرير للمخطئ وهذا يعني أنه سيكرر الخطأ، والثاني استفزاز الآخرين وعدم احترام مشاعرهم.

كلامي فيما سبق يخص الدكتور صالح شخصيا، وهذا كلام بعيد عن المبالغة فلو لم يكن شخصا محنكا ومميزا لما تقلد مناصب عليا في الدولة، أما انتقاداتي السابقة للائحة الاحتراف فإنني ما زلت عندها ولم يتغير فيها شيء وأتمنى أن ترتقي إلى مستوى فكر الدكتور صالح ومعرفته وخبرته، لذا نطمح أن يدرس اللائحة جيدا مع بقية أعضاء اللجنة لكي نخرج بلائحة جديدة تسهم في تطور كرة القدم السعودية، والمشجع في الموضوع أن الدكتور لم ينكر الخلل في اللائحة وهذه نقطة البداية للوصول إلى الحل، ومن منظور شخصي أرى أن خبير الاحتراف قدم رسالة جميلة في الوسط الرياضي أتمنى أن يتنبه لها الجميع، وهي أن الأخطاء موجودة وواردة لكن يجب أن نعترف بها للوصول إلى حلول، وأعتقد أننا لو عممنا هذا الفكر في الاتحاد السعودي لكرة القدم وفي جميع اللجان فإن حال كرتنا بشكل عام ومنتخباتنا بشكل خاص ستكون في حال أفضل بإذن الله.