عصر المعجزات... ولّى

مصطفى الآغا

TT

لظروف الطباعة أكتب هذه المقالة ليلة السبت أي قبل حوالي 24 ساعة من المباراة التي سيتم فيها رسميا تتويج الهلال بطلا للدوري السعودي في حال فوزه على مستضيفه الحزم (العنيد) لينتهي الدوري عمليا قبل ثلاث مراحل للهلال والشباب وأربع وخمس للاتحاد والنصر والوحدة والأهلي، وهم المتنافسون فعليا على المراكز المؤهلة لدوري أبطال آسيا. ولو قلنا اليوم إن الأمور شبه محسومة للشباب والاتحاد والنصر، فسيخرج علينا من يتهمنا بالتحامل على الأهلي والوحدة كما حدث عندما توقعنا قبل أشهر، وتحديدا يوم بدأ الانهيار الاتحادي الكبير وبعده نزيف الشباب للنقاط، أن يكون الدوري من نصيب الهلال لأنه لم يترك شيئا للصدفة.. بدءا بالمعسكرات الخارجية واللقاءات التحضيرية الممتازة مرورا بوجود محترفين ومحليين على مستوى عال واستقرار إداري وتدريبي ووجود رئيس للنادي نجح في امتحانه الإداري الصعب هو الأمير عبد الرحمن بن مساعد الذي لم يترك أي مساحة للشعور بالرضا الزائد والذي قد يقود للغرور في الملعب، فكان يكرر ويعيد قبيل أية مقابلة مهما كانت هوية المنافس، أنهم سيلعبونها وكأنها نهائي كؤوس، مستفيدين من دروس الموسم السابق عندما ضيع الفريق البطولة، ليس بخسارته أمام الاتحاد، بل عندما خسر أمام نجران وتعادل مع الوطني والوحدة في الرياض فخسر نقاطا من فرق يفترض أن تكون أقل قوة من التي يتنافس معها على اللقب....

ومن نظرة على سجل الهلال الحالي نجد أنه فاز بـ15 مباراة من أصل 18 وتعادل فقط في اثنتين وخسر واحدة وسجل 50 هدفا واهتزت شباكه 15 مرة ليكون بالتالي أفضل هجوم وأفضل دفاع (حتى كتابة هذه السطور وقبيل مباراة الحزم) وهو نال جائزة أفضل فريق في 8 جولات مقابل 8 أيضا للنصر وتوج لاعبوه تسع مرات كأفضل لاعبي الجولات. واللافت أن هوية اللاعبين لم تقتصر على اسم أو اسمين أو ثلاثة كما يحدث عادة، بل على سبعة لاعبين هم: المحترفون ويلهامسون ورادوي ونيفيز، والمحليون الشلهوب والقحطاني مرتين والفريدي والهوساوي مرة، وكان النصر هو القاسم المشترك في هذه التتويجات وأيضا في تنوع اللاعبين وهو ما يُبشر أن «العالمي» يسير بخطوات واثقة أيضا وسيكون الرقم الصعب في البطولات القادمة وهنا لابد أن نتوقف مع الوضع الغريب للاتحاد والذي لن يقبل عاقل أن يقول إنه من تبعات خسارة نهائي دوري أبطال آسيا، لأن الكل يعرف أن هذه الحجة صارت اسطوانة مشروخة، وأيضا مع النزيف غير المفهوم للنقاط من قبل الشباب، أما الأهلي فلديه كل عوامل التميز إلا أنه ليس كذلك.. حتى الآن على الأقل... ومثله الاتفاق الذي فجع محبيه قبل أن يُصالحهم وقبل أن يقع في المحظور...

بالمناسبة حتى وإن لم يتوج الهلال أمام الحزم فأعتقد أنه لن يفرط باللقب الذي يستحقه عن كل جدارة رغم أنه سيلتقي الكبار لاحقا كالاتفاق والشباب ويختمها بالاتحاد وإن لم يتوج نكون فعلا في عصر المعجزات!!