«مصر - الجزائر».. لننتصر للروح العربية!

هيا الغامدي

TT

شاءت الأقدار «الأفريقية» أن تجمعنا وفصلا آخر بين منتخب مصر مع منتخب الجزائر، وهذه المرة مسرح الأحداث قاري، ومثلما هي فصول لقاءات الفريقين حاسمة وعلى صفيح ساخن، يأتي لقاء الغد محملا بذكريات مؤلمة ومزعجة كالتي تزامنت وأعقبت لقائي الفريقين بالتصفيات وكذلك الملحق!

المسرح الجديد الدور نصف النهائي في أمم أفريقيا 2010 الذي يفترض أن يهدي الورود إلى طرف، في حين لن يطال الآخر سوى وخز الأشواك وحسب!

شعورنا العربي سيبقى حائرا ومشتتا بين فريق «المنتخب المصري» كان قد اعتاد على حسم البطولة وبالذات، وأنها تأتي بتوقيت إيجابي وحاسم للغاية بالنسبة للفراعنة، فجرح الخروج من حسبة المونديال المقبل فاجع لن يجليه إلا الكأس الأفريقية، خصوصا أن البوابة لذاك التحدي هي (الجزائر).

أيضا هذه البطولة تمثل للمصريين ارتباطا من نوع خاص، والكيمياء الرابطة تاريخ ذو حميمية ليخيل للمتابع البعيد أنها تجري في دماء الشعب وعروقه، والذود عنها قمة العنفوان لدى حامي الحمى (حامل اللقب)!

المنتخب الجزائري فاجأنا بداية بخسارته بثلاثية غير متوقعة أمام مالاوي، غير أنها ما لبثت أن انقلبت (لشحنة موجبة) أعقبتها نتائج مقنعة أعطت أخضر شمال أفريقيا الباحث عن الذود عن كرامة وأنفة المتأهل لكأس العالم (كفريق عربي وحيد) يقينه برسم صورة حسنة ومشرفة عن الكرة العربية كسفير وناطق باسمها في المحفل العالمي.

المهمة الجزائرية «الخضراء» والمهام قدر لها الاصطدام بطموح مصري ثابت وراسخ فالبطولة هذه تمثل له «إرثا عريقا» يسعى إلى المحافظة عليه عبر السنين بمواصلة تقديم العطاء والنتائج التي تؤهله لكسب الرهان، أما التركيبة الكيميائية التي يجب أن يضعها (ابن البلد) المدرب الوطني فيفترض أن تعنى بالمحافظة على اللقب، وتجاوز (نعرة) الذكريات السلبية مع الجزائر مؤخرا بتعويض الخسارة بتأهل مستحق، والأهم كسب الرهان على الأسماء الشابة الجديدة التي شكلت للمدرب شحاتة «تحديا خاصا» مع من يخالفه الرأي ويطالب بعناصر الخبرة والحسم!

الفريقان تجمعهما أحلام عدة وروابط كثر، أهمها الشعور العربي من المحيط إلى الخليج، الجهازان الفنيان قديران ومتمرسان على قيادة بلديهما في منعطفات هامة وخطرة، قلوبنا (مناصفة)، نتمنى أن يأتي الغد بنهار مشرق أبيض رقراق ليبدد من الأجواء الكروية الإقليمية السحب القاتمة التي أعيتنا أبخرتها السوداء والضباب الكثيف الذي كان قد ضلل المسافة الفاصلة بينهما.

المتأهل واحد وبطاقة الصعود إلى النهائي وحيدة وجميعنا عرب، فالأفضل يجب أن يكسب ويواصل حضوره، مصر أو الجزائر، الأهم أن من سيحافظ على هدوئه وثباته النفسي وتركيزه على اعتبار أن مثل هذه المباريات تأخذ الصفة الذهنية، فضلا عن قراءة الخصم التي يفترض بأن تكون قد وصلت إلى أعلى مستوياتها من خبيرين بالكرة الأفريقية «العربية» كسعدان وشحاتة! ومثلما المرونة والانسيابية وأجهزة فك الشفرة القارية مفاتيح مصرية، الطموح والجموح والحلة المونديالية مقومات قد تجعل للجزائر رأيا آخر!

إعلام الفريقين يجب أن يصدر روح الإخاء والتسامح والمحبة والسلام، أو على الأقل يجب أن يحترم عقول البشر فلم نعد بحاجة إلى إشعال الفتيل!!

«مصر – الجزائر».. لننتصر للروح العربية والتنافس الشريف أيا كان المتأهل!

[email protected]