إعادة النظر.. بعد فوز مصر

عادل عصام الدين

TT

قدمت مجلة «الأهرام الرياضي» بعد فوز منتخب مصر على نيجيريا في أولى المواجهات في البطولة الأفريقية في غلافها الرئيسي العنوان التالي: «أول نصر.. لمنتخب مصر».

وفي العدد التالي وبعد الفوز الثاني جاء العنوان «ثاني نصر.. لمنتخب مصر».

أما بعد أن فاز الفريق المصري بالبطولة الأفريقية بجدارة واقتدار فلا بد أن يكون العنوان بذات الأسلوب:

«أغلى نصر.. لمنتخب مصر».

نعم.. هو الانتصار الأغلى للمنتخب العربي الشقيق الذي انطلق من «الصفر».. وحقق أحلى نصر.

تخلص الفريق البطل الذي يقوده المدرب المختلف جدا حسن شحاتة من تداعيات الخروج المر أمام المنتخب الجزائري في فترة وجيزة جدا، بل أكدت المباريات التي لعبها أبطال مصر أن الخروج من تصفيات كأس العالم كان الداعم لخوض غمار نهائيات أفريقيا بالعزم والتصميم وقوة الإرادة.

ومرة أخرى.. يجبرنا الفريق المصري على إعادة النظر في المعادلة «الكروية»: الاحتراف الخارجي يمنح الأفضلية.

أقول وعلى وزن: «روح الله يوفقك»:

«روح».. الله يديم النصر.. يا منتخب مصر.

نعم بـ«الروح» وحدها قلب منتخب مصر الطاولة مؤكدا أن للاحتراف الخارجي فوائد كثيرة بلا شك، لكن الاحتراف وحده لا يمنحك البطولة بالغرور.

بلغة الأرقام.. من خلال المحترفين في أوروبا يأتي المنتخب المصري «الأقل» حظا. وكنت أشرت بالأرقام إلى منتخبات أفريقيا الأخرى وفي مقدمتها نيجيريا وغانا والكاميرون، وهي التي أطاح بها المنتخب المصري حيث يشكل النجوم الذين يلعبون في أوروبا معظم بل «كل» أفراد القائمة.

بالفعل.. هناك منتخبات مشاركة يشكل اللاعبون الذين ينتسبون لمختلف أندية أوروبا.. «كامل» التشكيلة.

فوز مصر للمرة الثالثة على التوالي.. وللمرة السابعة في تاريخ بطولة أمم أفريقيا لكرة القدم يؤكد أن ثمة عوامل أخرى لا يجب إهمالها.

شخصيا.. أرى أن أهم عاملين من عوامل فوز الفريق المصري الذي قدم درسا بليغا لكل من يلعب كرة القدم أن الموهبة أولا.. والروح ثانيا.. ومن ثم تأتي بقية العوامل.

النجوم الذين مثلوا مصر في أنغولا، أقل حظا من نظرائهم في كل المنتخبات الأفريقية الأخرى بالنسبة للاحتراف الأوروبي ومع ذلك فاز الفريق المصري لأنه كان الأول في القتالية معتمدا على الموهبة.. وهي بلا شك.. الأساس في كرة القدم.

[email protected]