قبل التلويح بـ«عصا» الوطنية

موفق النويصر

TT

وجهت قناة «الرياضية» السعودية، في بيان رسمي لها، مراسليها جميعهم في الملاعب الرياضية كافة بعدم إجراء أي لقاء تلفزيوني مع سامي الجابر، مدير الكرة بنادي الهلال، على خلفية «تعمده الإساءة إلى القناة والتقليل من مكانتها ومكانة من يمثلها من مذيعين ومراسلين».

ولست هنا بصدد الدفاع عن سامي الجابر، فهو المعني في المقام الأول بدفع هذه التهمة عن نفسه أو تأكيدها، ولكن ما يعنيني هنا هو الصحافي السعودي، سواء كان ميدانيا أو داخل الاستوديو، حيث إنني كتبت في هذه الزاوية، وتحديدا في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) 2009، تحت عنوان: «بثور في وجه القناة الرياضية»، مقالا مطولا، تطرقت فيه لبعض السلبيات التي تواجه القناة، ومنها مجموعة مراسليها الميدانيين، الذين زجت بهم إدارة القناة للعمل لديها، على الرغم من افتقارهم إلى أبجديات العمل الميداني، وعدم تأهيلهم بشكل يناسب هذا العمل.

ويكفي المتتبع للقنوات الفضائية قبل أي مباراة في البطولات المحلية، أو بعدها، أن يلحظ الفارق بين مراسلي الفضائيات الأخرى ونظرائهم في «الرياضية» السعودية، فلا يمكن بأي حال من الأحوال مقارنتهم بعبد الله العضيبي، مراسل قناة «ART7»، وهو يجري أي لقاء تلفزيوني، حيث الرشاقة في طرح الأسئلة، والعمق في المضمون، ناهيك عن التحضير الجيد للشخصية التي أمامه.

وأزمة «الرياضية» السعودية ليست مقصورة على مجموعة المراسلين الميدانيين فقط، بل هي ممتدة إلى الاستوديوهات التحليلية في شكلها البدائي، المفتقرة إلى أبسط الوسائل التقنية المساعدة.

يؤكد ذلك ما ذكره يوم الخميس الماضي عبد الله الشريدة، المحلل السابق في «الرياضية» السعودية، والحالي في «الجزيرة» الرياضية، لصحيفة «الرياضية»، عن التباين الكبير بين القناتين لصالح «الجزيرة»، حيث الإمكانات المالية والفنية العالية، والاحترافية التي تتعامل بها القناة مع محلليها، والاشتراطات التي تضعها لاختيار كوادرها.

والمتتبع للبيان الذي أصدرته «الرياضية» السعودية ردا على تصرفات الجابر، يستطيع أن يسجل عليه الكثير من المآخذ، وبخاصة الفقرة التي ذكرت فيه «أن السؤال الذي تهكم الجابر في الرد عليه، هو السؤال ذاته الذي أجاب عنه الأمير عبد الرحمن بن مساعد بكل أريحية»، حيث يمكن ملاحظة ما ذكرته قبل نحو ثلاثة أشهر، من أن أسئلة المراسلين لا تخلو من الرتابة والتكرار، وفيها الكثير من العمومية، فما دام رئيس النادي أجاب عن السؤال، فما المبرر لإعادة السؤال ذاته على مدير الكرة؟

وينبغي لمسؤولي «الرياضية» السعودية قبل التلويح «بعصا» الوطنية، أن يعملوا على تطوير قدرات وإمكانات القناة، إن أرادوا البقاء في طابور المنافسة، فالقنوات الأخرى منطلقة في تطوير نفسها بشكل متسارع، وموسعة الفارق بينها وبين «الرياضية» بسنوات تكاد تكون ضوئية، لا يكفي التمني بتقليصها، بل تحتاج إلى جهد مضن ومتواصل، يصحبه ضخ مبالغ مالية كبيرة، مع الاستعانة بخبرات إعلامية ورياضية مؤهلة، وصولا إلى اقتطاع حصة مهمة من المشاهدة.

عندها إن هددت القناة بمعاقبة أي أحد بعدم الظهور على شاشتها، فيكون لذلك القرار تأثيره البالغ، كونه سيخسر منبرا مهمًا يطل من خلاله على شريحة كبيرة من المشاهدين، وهو ما ليس متحققا حتى الآن.

[email protected]