الجراءة عنوان للأهلي الجديد

أحمد صادق دياب

TT

لن أبالغ إذا ما قلت إنني شاهدت مساء الأحد الماضي، ربما أجمل مباراة في هذا الموسم من الناحية التكتيكية، والحماس والرغبة والإصرار على الفوز، كان الأهلي الأفضل في كل شيء، كان قادرا على حسم الأمر قبل الأشواط الإضافية، لكنه أراد لجمهوره وللرياضيين أن يعرفوا أن الفريق قادر على مواصلة المشوار بالقوة نفسها والقدرة اللتين بدأوا بهما المباراة.. أي منصف محب لكرة القدم لا بد أن يوافق على أن العملاق الأخضر قدم لنا في تلك الليلة الجميلة معاني كثيرة من الجمال والعبرة، وكان اللاعبون على قدر المسؤولية بالفعل، ولم يتركوا شبرا في الميدان إلا وبصماتهم على أجنابه.

ما فرق مع الأهلي هو الطريقة الذكية التي تعامل بها مدربهم الرائع فارياس، الذي أدار المباراة بكل ذكاء، واشتغل بطء ردة الفعل لدى المدرب الشبابي، وتمكن من قلب الطاولة عليه بتغير جريء في الأسلوب والتنفيذ.. لا أعتقد أن مدربا غير فارياس كان من الممكن أن يغير لاعبين في خط المباراة أحدهم بحجم مالك معاذ، بشابين الأول سيكون حدثا كبيرا في الكرة السعودية الحديثة وهو عبد الرحيم جيزاوي، والثاني من شباب الأهلي لم يشاهده الكثيرون في غير تلك الليلة، وتمكن الجيزاوي بحماسه وقتاليته من رفع مستوى الأداء الأهلاوي، وخلخلة الدفاعات الشبابية التي تهاوت وبقوة من تأثير الضغط والسرعة الكبيرة التي مارسها على دفاع الشباب المتهالك الذي كان من الممكن لولا وليد عبد الله، أن يخرج بحصيلة كبيرة من الأهداف..

الفرق الكبير بين الفريقين في تلك الليلة كان الجراءة المتناهية التي لعب بها مدرب الأهلي على عكس باتشيكو مدرب الشباب الذي لم نشاهد أي تغيير في الأسلوب أو الشكل الذي لعب به الشباب، فكانت المباراة من البداية ضغطا أهلاويا وتفوقا نسبيا كبيرا.

الجمهور الأهلاوي الذي افتقد للبطولات والمنصات منذ فترة ليست بالقصيرة يجد في بطولة ولي العهد هذا العام فرصة كبيرة للتعويض والعودة من جديد إلى خارطة المقدمة التي ابتعد عنها الأهلاويون كثيرا. وسواء قابل الهلال في النهائي أو نجران، في حال حدوث معجزة وليس مفاجأة، فالأهلي لن يكون لقمة سهلة؛ أبدا فهو فريق تعلم أخيرا كيف يقاتل إلى آخر رمق وكيف يلعب كرة منظمة بلا تعقيد، وكيف يغزو من الأطراف، وكيف يستغل قدراته في أماكن ضعف الخصوم، وهي أساسيات الفوز وأبجدياته في كرة القدم وربما كانت من الأمور التي قتلت الطموح لدى الأهلاويين في السابق...

ألف مبروك للأمير الكبير خالد بن عبد الله هذا الفريق ولن أقول البطولة، ولكن مجموعة الأبطال الصغار الذين تمكن من جمعهم، وكذلك للأمير فهد بن خالد والأهلاويين كافة.