إيجابيات وسلبيات كروية

أ.د. عبد الرزاق أبو داود

TT

مع أن موسم مسابقات كرة القدم السعودية لم ينته بعد، ويكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة، فإنه من الممكن وصفه بالتميز عن غيره من المواسم السابقة، نظير ما حفل به من إيجابيات وسلبيات متفاوتة، ظهرت لنا في شكل مجموعتين جديرتين بالملاحظة، والتي ينبغي التركيز عليها ودراستها بعناية، واستخلاص العبر والدروس منها.

وتنحصر أهم إيجابيات هذا الموسم الكروي في: تطور مستويات وعطاءات عدد أكبر من الفرق في الدرجة الممتازة، وظهور مواهب شابة واعدة ومميزة، وتزايد الدخل المادي العام لمعظم الأندية، واستحضار عدد من اللاعبين والمدربين الأجانب المميزين، وارتفاع درجة التفاعل الإعلامي والجماهيري مع مسابقات الموسم الرياضي، وتناقص عدد المباريات المؤجلة ولو بشكل طفيف، وارتفاع قدرة الأندية الصغيرة على مقارعة الكبار وإسقاطهم في بعض اللقاءات الحرجة، وظهور وجوه وقدرات إدارية جديدة وواعدة، وتغيير لجنة الحكام، وتعديل أداء بعض لجان اتحاد كرة القدم الأخرى وتحسينه، وتزايد الأخذ بعملية الانتخابات في اختيار الإدارات والاتحادات الرياضية، وإن شابتها بعض الثغرات الطبيعية المتوقعة التي يمكن إعادة النظر في إفرازاتها وتصحيحها، وظهور محللين ومعلقين رياضيين جدد، وانتقال حقوق بث المسابقات السعودية لأول مرة إلى جهات خارجية، وتزايد البرامج التلفزيونية التي تعنى بمناقشة أوضاع كرة القدم السعودية ومتابعتها، وتزايد الاهتمام بالفئات السنية من قبل بعض الأندية أو اتحاد اللعبة، واعتماد إنشاء عدد جيد من المنشئات الرياضية.. وإيجابيات أخرى لا يمكن إنكارها، مما أسهم بوضوح في تقدم كرة القدم السعودية، ولو بصورة جزئية حتى لا ينفعل البعض ويمطرنا بالعبارات إياها، أو يتهمنا بالتملق، أو السخرية حتى من أعمارنا أو أبنائنا، كما فعل «خفيف ظل» قبل بضعة أيام وسخر من اتجاه ابننا إلى الدراسة وترك كرة القدم.. وليته سأل نفسه هل أفلح هو عندما أوكلت إليه مهمة رسمية يعرف الجميع نتائجها.. الكارثية ؟!

ومن ناحية أخرى، فقد ظهرت كثير من السلبيات التي صاحبت الموسم الكروي، وأهمها: إهدار كميات كبيرة من أموال الأندية وتبرعات داعميها في تعاقدات فاشلة مع مدربين ولاعبين أجانب وسعوديين، وتأجيل بعض مباريات المسابقات الرياضية، والفشل في التأهل لكأس العالم، وانخفاض ملحوظ في مستويات بعض النجوم الكبار، وارتفاع حدة الصراعات والاستقالات الإدارية والشرفية الموسمية، وتزايد وتيرة المناكفات والهجمات الإعلامية غير المبررة، وعدم قدرة كثير من الأندية على مجارات الأندية الكبيرة في عمليات الصرف المالي، وتردي مستويات التنظيم المالي والإداري في بعض الأندية الكبيرة والصغيرة، واستقالة عدد من الإداريين.. وإقالة أعداد أكبر من المدربين، والاستغناء عن أعداد متزايدة من اللاعبين الأجانب، الذين لم يفلحوا في تقديم عطاءات مناسبة، وتخصيص بعض القنوات برامج حوارية، هدفها إثارة المناكفات واستخدام عبارات ولغة حوارية غير سوية، ودخول جهات غير رياضية على الخط، وغيرها.