المشروع الوطني..!

عادل عصام الدين

TT

تعودنا في العالم العربي إطلاق جملة من المشاريع والأداء والأفكار والاقتراحات بعد كل خسارة دولية كبيرة.

يحاول كل متابع أن يبدي وجهة نظره في محاولة لإقناع المسؤولين بتبني رأيه أو مشروعه المستقبلي، لكن ما طالب به وزير الداخلية المصري اللواء حبيب العادلي أثناء تكريمه للاعبي المنتخب المصري بعد فوزهم ببطولة أفريقيا لكرة القدم للمرة الثالثة على التوالي، كان استثناء وخارج المألوف والمتوقع، فقد طالب العادلي على الرغم من النجاح الهائل الذي حققه الأشقاء في مصر بأن يكون الانتصار التاريخي بداية لمشروع وطني للكشف عن المواهب، بما فيها اللعبات الأخرى، لتواصل المنتخبات المصرية تحقيق المزيد من النجاحات.

والحقيقة أن الرياضة السعودية ليست بحاجة لمشروع وطني لاكتشاف المواهب في كل اللعبات فحسب، بل هي بحاجة ماسة لمشروع وطني كما طالبت من قبل، للنهوض بالرياضة السعودية بشكل عام.

رياضتنا بحاجة لاكتشاف المواهب.. لكنها قبل ذلك بحاجة إلى نشر وتكريس أهمية الممارسة قبل المنافسة، وإلى المراكز الرياضية والأكاديميات الخاصة بكل اللعبات الرئيسية التي يهتم بها العالم وإلى بناء منشآت رياضية مختلفة، سواء تلك التي تتعلق باستضافة المباريات أو التي تخصص للتدريبات.

رياضتنا بحاجة لإطلاق دورات مكثفة، وقبل ذلك اكتشاف المواهب في مجالات التدريب والتحكيم والإعلام والإدارة.

رياضتنا بحاجة للاهتمام بـ«التخصص» ثم الشروع في الاستثمار على نحو علمي مفيد والسعي لخصخصة الأندية الرياضية الكبيرة. شخصيا أرى أن أهم ما يجب أن نفكر فيه ونحرص عليه كثيرا هو:

- إقامة وبناء منشآت رياضية تواكب المرحلة.

- اكتشاف ورعاية واحتضان المواهب وتأسيس صناعة الأبطال وفق منهج علمي مدروس.

تخلت أنديتنا في السنوات القليلة الماضية، لا سيما الكبيرة منها، عن دورها في اكتشاف ورعاية المواهب، وأضحى همها الأول مطاردة العدد القليل من الذين اكتشفتهم واحتضنتهم الأندية الصغيرة والمغمورة، علاوة على دفع أموال طائلة لخطف النجوم، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع جنوني في أسعار النجوم، في ظل محدودية العدد وانحصر هم الأندية في المطاردة والاستقطاب، بحثا عن البطولات المؤقتة حيث تسعى كل إدارة لمصلحتها من دون الاهتمام بالنظرة المستقبلية والحرص على مصلحة النادي.

فرحنا كثيرا بلجنة تطوير المنتخبات، وهي لجنة ضمت أسماء أرى أن بإمكانها أن تفيد، لكن الرياضة السعودية في الحقيقة، بحاجة إلى مشروع وطني أكبر من مجرد لجنة تهتم بكرة القدم في «المستويات العليا»، ومثل هذا التركيز يشير إلى الاهتمام بالحلول المؤقتة التي لا تعمر طويلا، ومثل هذه اللجنة غير قادرة على وضع وتبني «استراتيجية» وطنية شاملة للنهوض بالرياضة السعودية بشكل عام. أختم بالقول: علينا أن نهتم بسرعة بناء منشآت ضخمة عالية الجودة، ودراسة كيفية اكتشاف المواهب ورعايتها.

[email protected]