الأهلي.. فجأة!

عادل عصام الدين

TT

سبحان مغير الأحوال..

تغير حال الأهلي من حال إلى حال. لم يكن حال الأهلي جيدا منذ بداية الموسم، ولذلك أصيب عشاقه بالإحباط، رغم أن الإمكانات الفنية للاعبيه لا تقل عن بقية الفرق الكبيرة.

هل هما فارياس وفيكتور وحدهما؟!

أجزم أن الابتعاد الأهلاوي لم يكن سببه الجانب الفني في معظم الأحيان.

المدرب الجديد كفء بلا شك، وفيكتور هداف متمكن كما ظهر في المباريات التي لعبها، ومع ذلك لا يمكن أن يتفق الكثيرون على ترشيح الأهلي بسبب قدوم نجمين جديدين.. إنه الجانب النفسي الذي أراه أهم جوانب تفوق فريق كرة القدم.

فنيا.. لم يطرأ على الأهلي تغيير عناصري كبير إلى الدرجة التي يتحول فيها من فريق غير مرشح إلى فريق جدير ومرشح قوي لخطف البطولة.

لكن الأهلي كما بدا في المباريات الأخيرة وتحديدا في مسابقة كأس ولي العهد يلعب بروح جماعية لافتة، وكرة سريعة تربك المنافس.

هذا ما كان ينقص الأهلي منذ أن بدأ الموسم، بل ما كان ينقصه في السنوات القليلة الماضية. إنه الجانب النفسي.. ثم الجانب الذهني.

الأهلي في الأساس مؤهل ومهيأ للفوز بأي بطولة محلية، وهو لا يقل عن الهلال والشباب والاتحاد، بيد أن الأهلي ظل فريقا محيرا، يحير أنصاره قبل المنافسين، فرغم الإمكانات الجيدة المتوافرة يفاجئ الجميع بأداء ونتائج لا تتفق وما يملكه من إمكانات. كان واضحا أن الروح مفقودة في الأهلي.. ولذلك أقول تغير الحال فجأة. عاد الأخضر وشق طريقه بقوة واقتدار ولذلك لم أستغرب عندما تبينت أن معظم الترشيحات كانت تصب لمصلحة الأهلي قبل مواجهة الشباب.

إنها الروح التي تهد الجبال وتغير الأحوال.. ومن هنا أقول إن مباراة الغد النهائية على كأس ولي العهد الأمين تجمع الفريقين الأبرز والأكثر تألقا خلال الأيام القليلة الماضية.

الهلال والأهلي هما الأفضل في مسابقة كأس ولي العهد، ولهذا فإن النهائي مثالي، بوجود الفريقين الأفضل.. والأكفأ.

لا شك أن الهلال أفضل فرق الموسم بلا أدنى جدال..

إنه الفريق الوحيد الذي كان «القاسم المشترك» في كل المسابقات، والفريق الوحيد الذي فرض نفسه في المنافسة على البطولات الثلاث، بل فاز وبجدارة بأقواها وأكثرها صعوبة.

لا آتي بجديد حين أقول إن الهلال مؤهل وبقوة لحصد وخطف بطولة جديدة، لكن الجديد يتمثل في عودة الروح للقلعة الخضراء، وبعودة الروح يصبح الأهلي مؤهلا هو الآخر للفوز بكأس ولي العهد طالما أنه يملك الإمكانات الفنية الجيدة ويقوده مدرب ذكي بغض النظر عن الخطأ الذي ارتكبه بالتغيير غير المبرر في المباراة الأخيرة، وأقصد إخراج النجم مالك معاذ وإشراك لاعب واحد، في حين كان قرار إشراك الجيزاوي موفقا للغاية.

أختم بالقول: إن الأهلي لم يحدث تغييرا فنيا جذريا، لكن «الدافع والحافز» جعلاه فريقا مختلفا.

الروح الجماعية ذكرتنا بالأهلي المتماسك، «أهلي زمان» القادر على تحقيق الإنجاز في أي مكان.

[email protected]