«ربع» عبد الرحمن!

مسلي آل معمر

TT

قبل أسبوعين كتبت مقالا بعنوان «(نص) عبد الرحمن»، والمقصود هنا بعبد الرحمن هو عبد الرحمن بن مساعد بن عبد العزيز رئيس نادي الهلال، أما «النص» فكنت أعني نصف العمل والعطاء الذي قدمه الرجل الأول في النادي العاصمي منذ تسلم زمام الأمور قبل عامين ونصف العام، وكانت فكرة المقال تدور حول أماني مشجعي الأندية الأخرى بأن يجدوا رؤساء لأنديتهم المفضلة بنصف عطاءات رئيس نادي الهلال.

ذلك المقال يبدو أنه لم يرق للبعض، لذا اتهموني بالمجاملة والبحث عن تحقيق أهداف شخصية، وهذا أمر لم يضايقني أو يثر استغرابي، فقد تعودنا في المجتمع الرياضي أن أي كاتب يطرح رأيا لا يعجبك ليس لك إلا أن تقول عنه إنه منافق ومرتزق، ويبحث عن مصالحه الخاصة فقط، والحقيقة أن المقال السابق هو مثل كل مقالاتي ولله الحمد، والتي شعرت بعد كتابتها بالقناعة التامة وبارتياح الضمير.

لقد كنت أتناول رئيس الهلال في طرحي «كحالة إدارية»، أي أتحدث عن عمله وعطائه بغض النظر عن اسمه أو اسم ناديه، ولكي أكون صادقا، ولو أن الرياح تجري كما يشتهي البحار، لتمنيت هذا الرجل بفكره وشخصيته وعطائه في ناد آخر، لكنه قدر ابن مساعد، وقدر الهلال وحظه المبتسم دائما الذي يقيض الله له رؤساء كل واحد منهم يقول: «الزود عندي»!

طوال الأيام الماضية، هناك من كان يختزل تميز رئيس الهلال في تقديم ربع مليار لخزينة النادي، أما أنا فأرى أن التميز لم يكن يتوقف على الجانب المادي فقط، بل هناك جوانب وأعمال لا تقل أهمية عن ذلك ولا تقدر بثمن، وعلى رأسها تشريف سبعة رؤساء هلاليين بلقاء خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، وهذا العمل من وجهة نظري أهم من بطولات كبيرة، كذلك يحسب لرئيس الهلال وقوفه بقوة لحفظ حقوق النادي، وآخر الأمثلة على ذلك هو رفض إدارة الهلال فرض هيئة دوري المحترفين لمحام من قبلها، وهذا حق لهم تمسكوا به، فيما استكانت الأندية الأخرى وقبلت بالوصاية بسبب ضعف إداراتها، كذلك رفع قيمة عقد الرعاية مع الشركة الراعية، أيضا الدفاع عن اللاعبين الذين يتعرضون لعقوبات دفاعا قويا (بغض النظر عن اختلافي معهم في تقديرها)، وذلك كما حدث في قضية إيقاف رادوي ومداخلة الأمير عبد الرحمن في برنامج «الجولة»، والتي أكدت أنه صاحب أقوى شخصية رياضية في الوسط الرياضي.

من أراد أن يتعرف على عمل رئيس الهلال أكثر فعليه أن يدقق في الأشخاص الذين اختارهم للعمل معه، فالأمير نواف بن سعد نائبه لا يقل، في قدراته الإدارية والشخصية وخبرته في الاتحاد السعودي والمنتخبات، عن الرئيس، أما سامي الجابر فقد أكد أن موهبته الإدارية ومهارات الإقناع لديه ربما ستقدمه كنجم إداري أكثر مما هو نجم كروي، هذا هو «تيم» الهلال الإداري الظاهر لنا والذي يوازي في قدراته ومواهبه وإمكانياته «تيم» الهلال الفني الذي يغرد وحده خارج السرب!

أما وقد أضاف الأزرق لقب كأس ولي العهد إلى خزائنه البارحة الأولى، ومع دلائل تفوق رئيس الهلال أعلاه، وبعد أن أعدت التفكير بعمق، ليس لي إلا أن أقول: يا بخت ناد عنده «ربع عبد الرحمن بن مساعد»!