سحب «الشارة»!

عادل عصام الدين

TT

وقف أول وأهم اتحاد محلي لكرة القدم في العالم موقف المتفرج في قضية «كابتن» المنتخب.

لم يتدخل الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، اتحاد البلد الذي قدم «اللعبة» للعالم بأسره، ليس عجزا وإنما احتراما وتقديرا للمبادئ.. والأصول.

ومع أن المدير الفني لمنتخب إنجلترا.. يحمل الجنسية الإيطالية واشتهر في إيطاليا قبل أن يصبح أحد أشهر المدربين في العالم، ومع أنه لا يتحدث الإنجليزية بطلاقة ولا يفهم كل «أسرار» الاتصال، المنطوق منه وغير المنطوق، ولا يعرف ما تعنيه معظم الإشارات على اعتبار أنه أجنبي، إلا أنه نال حقه كاملا كمدرب، وفي مقدمة هذه الحقوق اختياره لـ«الكابتن».

نعم.. الإيطالي الشهير هو من اختار جون تيري بعد أن تنافس على «الشارة» أربعة من أفضل من قدمتهم الملاعب الإنجليزية في الأداء والقيادة.

وهم نجما تشيلسي جون تيري ولامبارد.. ونجم ليفربول جيرارد ونجم مانشستر يونايتد فرديناند.

هؤلاء الـ4 يستحقون شارة القيادة، لأنهم يتمتعون بالفعل، كما يقول خبراء اللعبة، بمواصفات وشروط القيادة، لكن كلمة الحسم كانت عند الإيطالي كابيللو الذي فضل مدافع تشيلسي العملاق.

حتى عندما ارتكب جون تيري غلطة العمر وواجه مشكلته مع زوجته ظل الاتحاد الإنجليزي صامتا ورافضا التدخل فيما يتعلق بـ«الشارة».

ما يحدث في ملاعبنا هو العكس تماما!.

ليس هناك من هو أكثر قربا وفهما وتواصلا مع اللاعبين أكثر من المدرب، ومع ذلك فإن أنديتنا لا تترك له حتى فرصة اختيار «الكابتن»، إلا فيما ندر.

عندما يترك للمدرب اتخاذ قرار اختيار «الكابتن»، فذلك يعني الاعتراف بأهمية قائد الفريق، ولكن ما يحدث عندنا مجرد مجاملات وتهريج وتخبيص وقرار لا «يودي ولا يجيب». شهدت ملاعبنا بعض «الكباتنة» الذي نجحوا بامتياز، ومن أبرز «الكباتنة» في الوقت الحاضر عملاق الحراسة الهلالية محمد الدعيع.

في السابق ظهر بعض المميزين وقد كتبت كثيرا عن أبرز «الكباتنة».

أعود وأسأل: لماذا يتدخل أعضاء الشرف والرؤساء في «كل شيء»؟!.

لماذا يتدخلون حتى في اختيار «الكابتن»؟!.

ولماذا يتدخل اتحاد كرة القدم حتى في اختيار «الكابتن».

أما عن توفر المواصفات والشروط فحدث ولا حرج.

مشكلتنا تكمن في التدخل أولا.. وعدم الاهتمام بـ«معايير» الاختيار ثانيا.

هل نستفيد من تجارب الآخرين؟!

[email protected]