أبو «عبدو»!

أحمد صادق دياب

TT

فاز الهلال... وما الجديد؟ وما المستغرب في ذلك؟ فالهلال اليوم أفضل فرق القارة، شاء من شاء وأبى من أبى.. فاز الهلال لأنه كان الأجدر والأقوى والأخطر في مباراة النهائي.

قد يقول البعض إن الأهلي قدم الكثير واستحق البطولة، نعم، الأهلي قدم الكثير والكثير، بل وأكثر مما كان أنصاره يتوقعون منه قبل انطلاقة البطولة، ولكن هذا لوحده لا يأتي بالبطولات، فمن أراد الكأس عليه أن يعد نفسه جيدا ببدلاء من طراز خالد عزيز ونواف العابد وعيسى المحياني والفريدي وعمر الغامدي، وأن يكون صفه مكتملا تماما بلا غيابات، وهما العاملان اللذان افتقدهما الأهلي في مباراة النهائي، فلم يكن لديه البديل القادر على قلب الموازين، وأنهكه الغياب القسري لمحور الوسط كانو وتيسير الجاسم، والتعب الواضح على مالك معاذ.

اليوم يلعب اثنان من ممثلينا في البطولة الآسيوية، واحد هناك على أرض أوزباكستان، والثاني هنا على أرضه وبين جمهوره، الأول وهو الفريق الاتحادي والثاني هو الأهلي، وظروف الفريقين متشابهة تماما، فالاتحاد في هذه الأيام يعيش تحت وطأة خروجه من البطولات الواحدة تلو الأخرى، والأهلي ما زال تحت أثر الاهتزاز من خسارته في نهائي بطولة كأس ولي العهد، والفرق الحقيقي الذي سيظهر معدن الفريق القادر هو المواصلة في البطولة والتغلب على ظروف القهر.

أنا من المؤمنين كثيرا بقدرات المدرب إنزو هيكتور، وكنت من المتابعين له حين كان في الشباب، وأعتقد أنه من أفضل المدربين القادرين على قراءة المباريات والتفاعل معها، والإعداد لها، وخروج الاتحاد من أمام نجران ليس مقياسا، فالرجل لم يكن يعرف قدرات فريقه أصلا وكان يجري تجاربه، ليكتشف كيف يمكن تطوير الأداء وحظه العاثر وضعه في مباراة خروج المغلوب.

أعتقد أن كل من لاموا مدرب الأهلي الشاب على إخراجه لمالك معاذ وحسن الراهب في مباراة نصف النهائي أمام الشباب تأكدوا أن المدرب الشاب كان على حق، وكانت نظرته أكثر من صائبة، وتكررت في مباراة النهائي أمام الهلال.. السؤال الذي يجب أن يطرح في الواقع هو، هل كان من قدمهم المدرب من الشباب هم القادرين على قلب النتيجة لصالح الأهلي؟.

العقلاء من الأهلاويين إما التزموا الصمت حيال خسارة البطولة أو كانوا واقعيين في طروحاتهم، وأكدوا أن البطولة ذهبت للهلال وكسب الأهلي الاحترام.. أما أولئك الذين لا يرون الأمور بعقولهم، ولا يستطيعون تقبل فكرة الخسارة بكل أناقة، فقد ذهبوا يبحثون عن أعذار واهية لا يملكون معها لا دليلا ولا منطقا.

«أبو عبدو» مشجع أهلاوي بكى بعد المباراة.. ثم قال سأبكي من جديد في منزلي.. رسالة للاعبي الأهلي لقراءتها مساء اليوم.