اللغة التحريضية بين الأندية

موفق النويصر

TT

أثار البيان النصراوي الذي احتج فيه على معاقبة لاعبه المحترف المصري حسام غالي بالوقف مباراة واحدة، ومدربه الأوروغواني جورج داسيلفا بالوقف 8 مباريات دون سماع أقواله، الجماهير الهلالية التي استحضرت اللغة التحريضية التي قادتها شخصيات إدارية وإعلامية بعد نهائي كأس ولي العهد في العام الماضي ضد مدرب الهلال السابق كوزمين، دون أن تطالب تلك الأصوات حتى بسماع أقوال كوزمين.. كما تفعل الآن!

وذكّرني الكثير من أنصار الفريق الهلالي، تعقيبا على مقالي السابق «البيان النصراوي وكشف المستور»، بحملة الاتصالات المتوالية التي قام بها محسوبون على بعض الأندية المنافسة للهلال، بشبكة «راديو وتلفزيون العرب»، واستمرت حتى الثانية فجرا، للتحريض ضد المدرب الهلالي السابق كوزمين أولاريو، الذي غادر أرض الملعب ولم يصعد منصة التتويج لتسلم جائزته من راعي المباراة، بعد مشادته الشهيرة مع الأمن الصناعي لاستاد الملك فهد الدولي.

الغريب أن الأصوات المحرضة قد تلاشت واختفت بعدما وقفت على فداحة ما ارتكبته تجاه العمل الرياضي، وبما جعلنا أكثر سعادة وحبورا حينما غابت هذه الأصوات هذا العام، وتحديدا عندما تخلف أيضا مدرب النادي الأهلي سيرجيو فارياس عن الصعود لمنصة التتويج لتسلم جائزته عن المركز الثاني لذات البطولة، لتكتفي لجنة الانضباط بوقفه مباراة رسمية واحدة وتغريمه ماليا بمبلغ عشرين ألف ريال، رغم محاولة الأمير فهد بن خالد المشرف العام على كرة القدم بالنادي تحميل نفسه مسؤولية عدم إبلاغه بالبروتوكول المعمول به في مثل هذه المناسبات، وهو ما نؤمن بأنه السبب الحقيقي تجاه مدرب حضر حديثا إلى بلادنا. وبعدُ، فجدير أن نقف عند الحدثين لأجل فتح باب التقنين ووضع الأنظمة اللازمة بتحديد العقوبات الرياضية تجاه كل فعل خارج عن إطار العمل الرياضي السوي سواء كان حدثا داخل الملعب أو خارجه، بحيث لا ننساق خلف «المحفزات» الخارجية وننقاد لضغطها.

هنا لست في موقع المحرض ضد البرازيلي فاريس، وأعتقد جازما أن العقوبة التي صدرت في حقه كافية، ولكني أطالب الجهات المختصة بالاتحاد السعودي لكرة القدم، كما طالبت أكثر من مرة، بتدوين أحكام المخالفات المستوجبة للعقوبة، أسوة بما تعمل عليه الآن وزارة العدل ومجلس القضاء الأعلى، بحيث يعلم أي مخالف للعقوبة التي سيتعرض لها عند وقوعه في أي خطأ، أو على أقل تقدير معرفة الحدود العليا والدنيا لعقوبة أي مخالفة.

بقي أن أذكّر بعض إدارات الأندية أن مواقفها المتشنجة غير المحسوبة، في أوقات الرخاء، إما للانتقام لنفسها وإما للنيل من نجاحات الآخرين، ينبغي أن لا ينسيها أن الأيام دول، وستأتي أيام تشرب فيه من نفس الكأس التي جرّعتها للآخرين، وعندها لن تجد من يقف معها، في وقت تكون فيه أحوج ما تكون إلى تعاضد ومساندة الجميع.

** أسامة هوساوي نجم وُلد كبيرا في ناديه السابق الوحدة، وظل كبيرا في كل شيء بناديه الحالي الهلال، ويستحق بجدارة واستحقاق لقب أفضل لاعب سعودي للموسم الكروي الحالي، نظير الجهد الذي بذله في جميع المباريات.

[email protected]