أتمنى وأنا أكتب هذه السطور قبل مباراتي الهلال والشباب في «آسيا» أن تكون النتيجة في المباراتين عكس نتيجتي الاتحاد والأهلي. الاتحاد والأهلي صدما جماهير كرة القدم السعودية من البداية وإن كنت أرى أن صدمة الأهلي أقسى وأصعب لسببين:
- أولا.. معاناة الاتحاد في الأساس أكبر وأخطر.
- ثانيا.. مباراة الاتحاد خارج أرضه.
أما عن المعاناة الاتحادية فيمكن تناولها من جانبين:
- أولا.. التدخلات الخارجية التي أثرت على مسيرة عميد الأندية السعودية.
- تراجع مستويات اللاعبين أساسا، وارتفاع معدل الأعمار وتوقف «الضخ» والإمداد الفني والمالي.
والحقيقة أن ما يمر به الاتحاد حاليا، توقعته شخصيا منذ أعوام بغض النظر عن النتائج الجيدة والبطولة الكبيرة التي تحققت في الموسم الماضي، وسبق لي أن أشرت إلى أن مسيري الاتحاد في فترة ماضية ركزوا على البهرجة والأضواء والصفقات و«الأوهام» واهتموا بالحجر على حساب البشر. اهتموا بأنفسهم أكثر من اهتمامهم بالاتحاد. اهتموا بمطاردة الآخرين وأهملوا القاعدة. مشكلة الاتحاد الكبيرة تمثلت في التوقف عن إحضار لاعبين من الخارج مع إهمال كبير للقاعدة. وعندما صنعت الخلافات وزادت التدخلات دخل الاتحاد بالفعل في «النفق المظلم». الاتحاد باختصار.. في أسوأ حالاته، ولذلك كان الوضع الأهلاوي أفضل رغم أنه كما يبدو لم يتخلص من مشكلته المستعصية، فالروح مفقودة والقيادة غير موجودة. مشكلة الأهلي ليست تدريبية بقدر ما هي مشكلة لاعبين. بغض النظر عن النتيجة التي آلت إليها مباراتي الهلال في قطر والشباب في الرياض، أؤكد مرة أخرى أن الأندية السعودية تدفع ثمن إهمالها لبطولة الأندية الآسيوية منذ فترة ليست قصيرة. ومع أن الدوري والكأس وكل البطولات المحلية ليست هي المقياس فإننا مع الأسف الشديد أهملنا أهم «مقياس»، أهملنا بطولة آسيا وافتقدنا في كل مشاركاتنا الاهتمام بـ«استراتيجية» وتخطيط شامل متكامل سليم لخوض المنافسات الآسيوية على المدى الطويل. لا يشعر المرء وهو يتابع استعدادات ومشاركات الأندية السعودية أن ثمة اهتماما واحتراما للبطولة الآسيوية. مشكلتنا الأزلية كما قلت مرارا وتكرارا أننا تعاملنا مع البطولات القارية بنفس مستوى التعامل مع البطولات المحلية، بل إننا نفضل البطولات المحلية في بعض الأحيان. لقد احتلت مصر المركز العاشر عالميا بفضل فوزها ببطولة أفريقيا مؤخرا، وحافظت إسبانيا على صدارة التصنيف العالمي متقدمة على أبطال العالم التقليديين وفي مقدمتهم البرازيل بفضل الفوز ببطولة أمم أووربا. أريد أن أقول إن البطولات القارية على مستوى الأندية والمنتخبات لها وزن مختلف، وأهمية كبيرة، ومع ذلك قابلناها بالإهمال. قد يعود الاتحاد والأهلي وتتحسن نتائجهما الآسيوية، وقد يستعيد الهلال والشباب عافيتهما ويمضيان قدما نحو تحقيق نتائج جيدة لكنني أشك في إمكانية فوز أحد أنديتنا بالبطولة في ظل غياب «الاستراتيجية»، والعمل المدروس في زحمة البطولات المحلية وتركيز أنديتنا عليها. الاتحاد والأهلي، كلاهما أسوأ من الآخر، وحرام أن نتدهور على هذا النحو المخجل!