بين الحامدين «صبحي» و«سبحي»

محمود تراوري

TT

مقال الأسبوع الماضي ظهر فيه اسم مدافع الاتحاد خلال المنتصف الأخير من السبعينات الميلادية حتى بدايات الثمانينات (حامد صبحي)، وكنت أريد (حامد سبحي) لاعب وسط الوحدة في الفترة نفسها تقريبا. فالسبحي كان أحد لاعبي المسفلة الذين لعبوا في الوحدة، هو وشقيقه الأصغر سامي سبحي الذي حالت الإصابة من دون بروزه، كما برز السبحي الكبير الذي مكنته مهاراته من احتلال خانة في خط وسط المنتخب السعودي رغم وجود لاعبين مهرة كبار ومنهم خالد التركي وعبد الله فودة وصالح خليفة وخالد سرور وعيسى خليفة ومحمد الفايز، وعثمان مرزوق، بل كان كثير من المراقبين في تلك الفترة يصفونه بأنه نسخة لا تختلف كثيرا عن سعيد لبان، إلا أنه كان من نوعية اللاعبين (التي تخشى الالتحام والاحتكاك)، ويرجع البعض ذلك إلى ضعف بنيته الجسدية، حيث إنه كان نحيلا جدا.

التفت السبحي إلى مشواره التعليمي، إذ كان من قلائل لاعبي تلك الفترة الذين نجحوا في أن يكونوا جامعيين، وكان مؤهلا بعد اعتزاله لأن يكون إداريا مرموقا في الوحدة، ولكن شخصيته المسالمة جدا، جعلته يفضل العمل في قطاع المراحل السنية، ربما لكونه مربيا في التعليم وجد أن الإشراف على الناشئة وغرس القيم النبيلة فيهم منذ الصغر مهمة تستحق التفاتا أفضل من فلاشات الشهرة والأضواء وضجيج العمل مع فريق الدرجة الأولى، خاصة في ناد لم يتقن على مدى أكثر من أربعين عاما سوى إنتاج الصراعات وتأجيج الحروب الصغيرة البلهاء، ما أدى إلى تواريه من مقدمة الأندية النموذجية المنتجة، وتدهورت ألعابه كافة، وليست كرة القدم فقط، فالسلة واليد كانتا من أهم فرق السعودية في السبعينات والثمانينات، وكذلك ألعاب فردية كان الوحدة من الأندية الكبيرة فيها كألعاب الدفاع عن النفس، والدراجات والمصارعة، وألعاب القوى، كيف لا ومدينتهم لظروف معروفة هي أول من مورست فيها هذه الألعاب على مستوى المملكة!

المهم أن تذكر السبحي يدفعنا الآن إلى تأمل فكرة أن بعض الموهوبين إن لم يجد مكانا ملائما تدفن موهبته، وينزوي في الظل.

وهل يمكن فحص هذه الفكرة بقراءة تجربة ماثلة أمامنا بتجلّ هذا الموسم؟

لست أدري هل فكرت إدارة الوحدة محادثة اللاعب الذي خرج من ناديهم وبات الرأي العام يتفق على تتويجه لاعب الموسم؟ والإصغاء إلى أسامة هوساوي وهو يسرد لهم ما وجده من فروقات في الهلال، جعلته يواصل إنضاج موهبته، وأنه لو بقي في الوحدة لربما انطفأ، وليس أدل من ذلك سليمان أميدو المدافع الذي لا يقل - في تصوري - أبدا عن هوساوي، إن لم يتفوق عليه مهاريا وحسا تهديفيا. ولو قدر لمحاولات الاتحاديين السابقة ضمه لربما ظهرت كل قواه الكامنة.