التخــصــيص والتخــبيـص..!

منيف الحربي

TT

هل عوائق التخصيص من القوة بحيث تحجب الفرص كلها التي تلوح في أفق الاستثمار الرياضي، وبدلا من إضاءته بالمزيد من التطوير والقدرات يعتم هذا الأفق ويتلاشى إشراقه ببطء، لتبقى الأندية، وكرة القدم السعودية، أسيرة لدائرة مغلقة من البيروقراطية العتيقة؟!

آمل ألا تكون ملايين الرعاة الرسميين «الضخمة» ورما مرضيا سرعان ما يتكشف عن داء عضال، فيما المتابع يحسبها دليل عافية، وأتمنى ألا ننتظر كل مرة ضغوط الاتحاد القاري كي يغير ما بأنفسنا، وبخاصة أن وطننا الغالي لا تعوزه البيئة ولا الكفاءات المؤهلة قدر ما تعوزه القرارات السليمة في الوقت المناسب! إلى متى تعتمد الأندية والرئاسة العامة لرعاية الشباب على متطوعين، وتفتقد المحترفين المتخصصين في التسويق والقانون والإدارة؟

ما الدور الذي يمكن أن تقوم به جهات مثل مجلس الشورى ووزارتي التجارة والمالية؟ ولماذا تغيب أبحاث الجامعات عن جوانب القصور في المجال الرياضي الذي أصبح صناعة وواجهة ثقافية ورافدا اقتصاديا مهما في كثير من بلدان العالم؟ كيف نوفق بين بيئة تعج بالفرص الواعدة وزيادة نسب البطالة بين الشباب؟ وهل قدرنا أن نسمع عن لجنة تطوير تذوب ثم ننساها ولا نتذكرها إلا بعد سنوات عند تشكيل لجنة تطوير أخرى يكون مصيرها كسابقتها؟

إذا كان الإعلام الرياضي شريكا، مع عدم قناعتي بذلك، فكيف تتآكل الآلة الإعلامية الرياضية السعودية ونحن صامتون؟ أليس غريبا أن تعتمد القنوات على شبابنا في الإعداد والتقديم والتحليل وعلى سوقنا الرياضية ومسابقاتنا وأنديتنا وجماهيرنا فيما نحن غائبون عن المشهد تماما؟

ختاما:

يقول أندريه جيد: الأسئلة وحدها هي التي ترى، أما الإجابات فعمياء!

أخطاء رئيس النصر

ربما تكون الأجواء النصراوية المتفائلة غير مهيأة هذه الأيام لسماع أي نق، خاصة ما يتعلق بتصريحات الرئيس الذي اتفق الجميع «وعلقوا آمالهم العريضة» عليه.

الأسبوع الماضي كتبت: «أتمنى أن يكون النصر قد دخل عهدا جديدا كما يقال، غير أن ما يلاحظه المتابع هو أن الخطاب الأصفر الذي اشتهر بالشكوى والتذمر لا يزال يكرر نفسه! الإدارة الجديدة مطالبة بتقديم ناد نموذجي يلائم منطق العصر، ويحلق بعيدا عن قيود الماضي.. الفكر والبيئة العملية هما الأرضية الصلبة لانطلاقة حقيقية، أما الوعود فستظل وعودا إلى أن يصدقها الواقع».

رئيس النصر قدم الكثير ولا يزال أمامه مشوار طويل مليء بالعراقيل، وإذا كان سيتعامل مع الأحداث بالطريقة الانفعالية ذاتها التي تعامل بها مع هدف محمد نور العام الماضي، وكمداخلته مع الدكتور مدني رحيمي قبل أسابيع وتصريحاته الأخيرة ضد الحزم، فسيؤثر ذلك من دون شك في نجاح العمل في العالمي.