بلا أرض بلا جمهور!!

مصطفى الآغا

TT

عشرة أندية عربية تشارك في دوري أبطال آسيا، و16 أخرى تشارك في كأس الاتحاد.. أي 26 ناديا (اللهم زد وبارك) كلها أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن الاختراع المدعو بـ«أفضلية الأرض والجمهور» هو اختراع باطل بالمفهوم العربي.. ولغة الأرقام تثبت كلامي.. ففي كأس الاتحاد سقطت خمسة أندية على أرضها هي الجيش السوري والوحدات الأردني وأهلي صنعاء اليمني والنهضة العماني والعهد اللبناني، وفرط اثنان في نقاط المباراة كاملة واكتفيا بالتعادل وهما القادسية وشقيقه الكويت الذي أفلت من الخسارة أمام هلال الساحل اليمني.. وحده الكرامة السوري شذ عن القاعدة وفاز على صحم العماني.. فهل يعني هذا قوة الضيوف، أم ضعف أصحاب الضيافة، أم أن الجمهور الذي حضر كان جمهور «سينما» وجمهور السينما معروف عنه الصمت وقلة التفاعل، اللهم إلا ما ندر؟ وما أعرفه مثلا عن جمهور الوحدات الأردني أنه يحرك الصخر، ومع هذا خسر فريقه بالأربعة من الريان القطري، وأطرف وأغرب ما في الموضوع أن مدرب الوحدات ثائر جسام صرح لنا عقب المباراة بأن فريق الريان «سهل» ثم أكدها بالحلفان بالله أنه «سهل».. طيب لو كان الريان «صعبا» شو كان صار حبيبي الثائر جسام؟!! لماذا لا نعترف بأن الخسارة واردة، وأن فريقنا لم يلعب، وأن من استثمر الأخطاء هو من انتصر، ولنبارك له الفوز وسلم الله وبارك؟.. لماذا تظل ثقافة تقبل الخسارة عصية علينا نحن العرب؟ وعلى ذكر العرب فنتائجنا في البطولة الأهم دوري أبطال القارة لا تسر حبيبا ولا عدوا.. فالفرق الإماراتية الأربعة سقطت جميعها على أرضها وخارجها في (كلاكيت يتكرر لثاني مرة) بعد سقوط الموسم الماضي، وإن بلعنا خسارة الأهلي رغم ثقلها، والوحدة، كونهما لعبا خارج الديار، فكيف نفسر خسارة الجزيرة والعين على أرضيهما وهما من الأرقام الصعبة وفك شيفرتهما ليس بالسهل؟ لكن الغرافة وباختاكور لم يعترفا لا بالأرض ولا بالجمهور ولا بالشيفرات، وهو ما فعله استقلال إيران بالأهلي السعودي، والهلال الذي «أذهل» الجميع بأدائه على أرض السد القطري، حتى إن أشد المتفائلين بالزعيم السعودي، وهو طبعا رئيسه الأمير عبد الرحمن بن مساعد، لم يتوقع الفوز بالثلاثة.. ورغم تواضعه الشديد، ورفضه تجيير أي جهد جماعي لمصلحته الفردية، فإنني أرى أن الأمير عبد الرحمن كان أحد أهم أسباب الفوز على السد رغم عدم حضوره أصلا للمباراة، لأنه وقف بشكل غير محدود مع ياسر القحطاني يوم طالب البعض باستبعاده، فعاد الياسر كاسرا وآسرا للقلوب.. وكذلك منح الشلهوب فرصة التوهج بعدما كان ظلا للتايب، وهو من أتى بفيلهامسون يوم تعجب الناس من التعاقد مع سويدي قادم من بلاد باردة وبمبلغ رأوه باهظا جدا.. وهو من أتى بغيريتس، وهو من أتى بسامي الجابر، وهو من يرى في كل مباراة مهما كان المنافس صغيرا مباراة كؤوس.. أفلا يستحق فعلا أن نعطيه حقه من الإشادة؟! أما الشباب فإن رفعنا القبعة له على بقائه واقفا رغم النقص العددي، فإننا نذكر رئيسه الصديق خالد البلطان بتصريحاته السابقة بعد تتويجه بكأس الأمير فيصل وفوزه على الاتحاد والنصر بالدوري عن قوة الليث مهما كان حجم الغيابات، ثم تراجعه عنها بعد التعادل مع سيباهان وقوله إنه يلعب بنصف فريق، وإنه قد لا يستمر في المنافسة.. وله نقول: أين كان «نصف الفريق نفسه» يوم الانتصارات على فرق قد تكون أقوى من سيباهان؟.. ولماذا هذه النغمة الآن؟!!

ويبقى الاتحاد وإدارته «العتيدة العنيدة المكابرة»، وهم سيكونون موضوع مقالتي المقبلة..