إذا حضرت الأندية.. سيحضر المنتخب!

هيا الغامدي

TT

ما من شك في أن سر قوة أي منتخب في العالم تنطلق من قوة وحضور دعائمه (ركائزه الأساسية)، الممثلة كروافد إمداد للفريق الوطني بالعناصر الموهوبة القادرة على تحقيق المكتسبات المختلفة وأعني هنا الأندية! وما دعاني إلى ذلك تلك المستويات المتباينة والآخذة في الهبوط والانخفاض، بالمنحنى القاري، السنوات الخمس الأخيرة بالنسبة إلينا كسعوديين!

ففي دوري المحترفين الآسيوي الحالي في جولته الأولى، نجد أن خط سير الأغلب الأعم من فرقنا الأربعة المشاركة في البطولة يدعو للقلق بعد المستويات والنتائج المخيبة لآمال للشارع السعودي! وبصراحة بتنا نخشى على مستقبل فريقنا الوطني في المشاركات القادمة، من واقع انخفاض مستوى روافده، وبخاصة وأن معظم عناصر المنتخب هم من الرباعي المشارك بآسيا حاليا، فالمنتخبات غالبا هي مرآة حقيقية لمستويات الداخل (نتاج الأندية)!

انظروا كيف يسيطر المنتخب المصري على الألقاب القارية مع أنه كمنتخب لا يملك كم العناصر ولا كيفها (المحترفة في أوروبا) بالمقارنة بباقي فرق أفريقيا المعروفة؟! فالفرق المصرية وتحديدا (الأهلي) لديها سطوة وجبروت من نوع خاص على بطولات القارة، والأخير حاز على لقب نادي القرن الأفريقي، وبالتالي ذلك التميز وذاك الحضور والتخصص أفرز نجاحا وسيطرة وصنع من الكرة المصرية «قوة عظمى» قاريا لتحقق ما حققته السنوات الأخيرة في أفريقيا!

آسيويا، أصبحت دول الغرب بموضع غروب متواصل، فأبت أن تشرق لها شمس بعد سيطرة الشرق وإشعاع شمسه الدائم على معظم البطولات أندية ومنتخبات؟! ولو عدنا للمتأهلين عن كرتنا كممثلين للقارة الصفراء الكبيرة فهم من أصحاب العيون الضيقة اليابان والكوريتين لماذا؟! سيطرة شرق القارة على البطولات الآسيوية ليست وليدة اللحظة بل أصبحت متزايدة فترة بعد الأخرى لماذا؟! هذا ما يجب أن نبحثه ونصل إليه، الآن نذهب لإنجلترا وللبرازيل..، لنبحث معهم عن سبل تطوير كرتنا وتنمية مشروعاتنا الرياضية بمعنى أننا نصعد السلالم من الجهة المعاكسة من الأعلى، ونقفز على الواقع، لدينا تجارب أقرب وأكثر تشابها والتصاقا، دول شرق آسيا: اليابان، كوريا الجنوبية على الأكثر، لماذا لا نستفيد من تجاربها بالتطوير والاستفادة من الخطط والاستراتيجيات التي جعلت من تلك البلدان (تنينا) لا يقهر، واسما لصيقا بالبطولات القارية مؤخرا؟!.

بالنسبة إلى فرقنا الأربعة، صحيح بأن المشوار لا يزال في بداياته لكن عطفا على تواضع مستويات الأغلب وتدني مؤشرات الوصول لأبعد من واقع ضعف التعبئة الفنية والعناصرية والنفسية أيضا، ولكن معظم الفرق المشاركة لا تثبت نتائجها بآسيا (تخلصها المطلق) من عقدة الخروج - بخفي حنين – محليا، وبالتالي لا يوجد لديها دلائل تشير لتهيئة مسبقة وتجهيز خاص ببطولة (مختلفة قياسا) عن المحليات، قد نجد العذر أحيانا من واقع صعوبة التوقيت، وجدولة المسابقات المحلية وتزاحمها، والتي قد تجعل من إقامة معسكر إعدادي للفرق مسألة في غاية الصعوبة، ولكن ما الحل مع قوة المنافسين بالمجموعات الأربع التي حضرت لذات الهدف، نتمنى أن تأتي لنا الجولات المقبلة بمزيد من النجاحات والنتائج الإيجابية (عمليا/ميدانيا).. يا هؤلاء! ارحمونا من مواعيد عرقوب المتكررة بكل موسم!.

[email protected]