يا أهلاويون تصرفوا مثل «الكبار»

موفق النويصر

TT

تباينت ردود الأفعال حول مقالي السابق، الذي انتقدت فيه الطريقة التي تدير بها الإدارة الأهلاوية فريقها الكروي، بين مؤيد لما ذهبت إليه، وآخرين يرون في ما تقوم به الإدارة عين الصواب.

ولهؤلاء أقول إن الأندية الكبيرة وجدت لتبقى كبيرة، فلها متطلبات وعليها واجبات، وما تقوم به الإدارة الحالية هو جزء بسيط جدا وغير مكتمل لدورها، الذي من أولوياته تحقيق البطولات التي تسعد بها جماهيرها، ومن ثم تؤهلها للمشاركات القارية الكبيرة.

أيعقل أن فريقا بقامة الأهلي، عمره 73 عاما، لم يحقق بطولة الدوري إلا 3 مرات، كان آخرها قبل 26 عاما، فيما كانت آخر بطولاته لكأس الملك قبل 27 عاما، وأنه خلال الربع قرن الأخير توقفت بطولاته المحلية على تحقيق كأس ولي العهد وبطولة الأمير فيصل 6 مرات، مقارنة بـ29 بطولة حققها الهلال في ذات الفترة؟

الغريب أن هذه الأرقام لم تحفز الإدارات الأهلاوية المتعاقبة على تغيير نهجها بالاعتماد على مخرجات النادي لتدعيم فريقها الأول، فلا هي بالتي حققت بطولات باهرة بهؤلاء اللاعبين، ولا هي بالتي استثمرتهم لتحسين مداخيلها. يؤكد ذلك خروج أسماء أمثال: خالد مسعد، خالد قهوجي، حسين عبد الغني، طلال المشعل، وليد الجيزاني، إبراهيم السويد، تركي الثقفي، نايف القاضي، وغيرهم، بطريقة أقل ما يمكن القول عنها إنها غير لائقة.

المحير في الأمر أن الأندية «الكبار» تبحث على الدوام عن الأسماء البارزة في الأندية الصغيرة لترميم صفوفها، فيما يغط الأهلاويون في سبات عميق، فلا نرى غير أسماء محدودة تعمل لخدمة الكيان، يتقدمهم الأمير خالد بن عبد الله رئيس هيئة أعضاء الشرف، والأمير فهد بن خالد المشرف العام على كرة القدم، وعبد العزيز العنقري رئيس النادي، وهو ما يطرح سؤالا: أين هم محبو وداعمو الأهلي؟ ألا يستطيع رجالات الأهلي اليوم جمع مبلغ مالي يرتقون به الثغرات الموجودة في فريقهم الكروي؟.. سؤال، الإجابة عنه لدى الغيورين من أبناء النادي.

من يستعرض التجربة الهلالية على سبيل المثال يجد أنها تنبهت لذلك منذ سنوات، فدعمت كتيبتها الكروية بنخبة من الأسماء المحلية التي تم استقطابها من الأندية الأخرى، فالدعيع قادم من الطائي، والهوساوي والمحياني من الوحدة، والمرشدي من الجبلين، والزوري من النهضة، وياسر من القادسية، والغنام من الشباب، والفريدي ونامي من الأنصار، والصويلح من الفتح، وغيرهم، هذا خلافا للاعبين الأجانب الذين يجمع الكل على أفضليتهم في المسابقات السعودية.

على الأهلاويين الذين يقاتلون هذا العام للوصول إلى دوري أبطال آسيا المقبل، بأمل الفوز في جميع مبارياته المتبقية مع تعثر الفريق النصراوي في جميع مبارياته، أن يعوا أن الحال في الأعوام المقبلة ستختلف كثيرا، خصوصا مع رغبة الاتحاد القاري إدخال تغييرات جذرية على مسابقاته، قد تستبعد حتى الفريق الرابع في بطولة الدوري. وأن قضية تفريخ اللاعبين التي تعول عليها الإدارة كثيرا هي مسؤولية الأندية الصغيرة أو أندية الظل، التي لا تمتلك قاعدة جماهيرية تطالبها على الدوام بتحقيق البطولات.

وما دام الأهلاويون يعتبرون أنفسهم من «الكبار» فيجب عليهم أن يتعاملوا على أساس أنهم «كبار»، ويقتدوا بالتجارب الناجحة التي من حولهم، فمن غير الجائز أو المقبول أن تنتظر جماهيرهم كل 25 عاما لتحقيق بطولة للدوري أو كأس للملك.

[email protected]