قرار رجل شجاع!!

أحمد صادق دياب

TT

ربما كان القرار الذي اتخذته الإدارة الاتحادية بالاستقالة الجماعية مع نهاية الموسم الرياضي مريحا للكثيرين، ولعل أولهم الدكتور الطيب خالد المرزوقي، وثانيهم جبهة المعارضة والنقد. فالوسط الرياضي، وبالذات الاتحادي أصبحت تسيره قوى خارجية وضغوط كثيرة، لا تبحث بالضرورة عن المصلحة العامة، بقدر ما تبحث عن الإثارة والهيمنة والسيطرة وبقاء كثير من الأمور (مغطاة بعباءة سوداء) في طي الكتمان، لعل التاريخ لا يفضحها في أحد الأيام.

صحيح أنه على مستوى فريق كرة القدم لم تحقق هذه الإدارة الكثير من النجاح، ولكنها تمكنت من تصحيح كثير من الأمور، وفضح قليل من كثير من المستخبي في أوراق العميد، ولكنها في النهاية، وأعني هنا الإدارة الاتحادية، اضطرت مرغمة على الانحناء أمام التيار العاتي الذي أصبح يصارعها علانية ويضخم الأخطاء ويبحث و(ينبش) عن كثير من المواضيع ليس لمعالجتها، بقدر ما يكون الهدف هو تسييس الجمهور الاتحادي ضدها. وبالتأكيد نجح هذا التيار في فرض رغبته، وتحقيق أمنيته، المتمثلة في إبعاد إدارة جاءت بفكر مختلف، وورثت تركة ثقيلة من الأخطاء المتسلسلة المتراكمة التي تفجرت في عهدها، لتصبح مهمتها مستحيلة وليست صعبة فقط.

ما حدث في فريق كرة القدم من تدهور في المستوى والنتائج كان طبيعيا، ولو كان من كان في الرئاسة، فالفريق يعاني من الشيخوخة والتشبع. وحتى أكون أكثر دقة، انظروا إلى التجديد العناصري في هذا الفريق على مدى عشر سنوات تجدوا أن عملية الإحلال الضرورية اقتصرت فقط على نايف هزازي وسلطان النمري كلاعبين أساسيين في التركيبة الفنية للاعبين، ولم يكن هناك أي فكر ينظر إلى مستقبل الفريق، وكان التركيز منصبا على بطولات آنية كان لا بد وأن تأتي في حينها، ولا يمكن أن تضمن لفريق الاستمرارية في حصد البطولات لفترة من الزمن أكثر من العمر الحالي للاعبين الموجودين في الفريق. اللاعبون أنفسهم، بدون شك، موهوبون، ولا يمكن أن نجادل في ذلك ولكن انظروا إلى الخارطة الفنية لهم، فجميعهم فيما عدا الاثنين الذي سبق وأن ذكرتهم، حصدوا البطولات المحلية، والخليجية، والعربية والقارية، وشاركوا في بطولات العالم للأندية، وكذلك بطولات المنتخب السعودي، فما هو الطموح الذاتي الذي يمكن أن يحققه لاعب كرة القدم بعد كل ذلك؟.. إنها مرحلة التشبع في الطموح، وهو مؤثر جدا.. ومن الناحية المادية، وهي الدافع الثاني، أعتقد أن أقل لاعب في الفريق الاتحادي حقق أكثر من أمنياته المادية خلال الفترات الماضية، فما الذي يدفعه لتقديم أكثر مما قدم؟. إنه الشعور الإنساني الذي يدفع الإنسان للإبداع، وينميه الاحتراف الحقيقي والنظرة الطويلة المدى تجاه هذه المهنة، وهو ما يفتقده اللاعب المحترف في بلادنا.