الأندية الرياضية.. يا إمام الحرم

مساعد العصيمي

TT

«الفاجر في الخصومة هو من يعلم أن الحق ليس معه فيجادل بالباطل فيقع في ما نهى الله جل وعلا عنه، والفاجر في الخصومة يسبق لسانه عقله وطيشه حلمه وظلمه عدله، لسانه بذيء وقلبه دنيء يتلذذ بالتهم والتطاول والخروج عن المقصود، يزيد على الحق مائة كذبة وترونه كالذباب لا يقع إلا على المساوئ ينظر بعين عداوة لو أنها عين الرضا لاستحسن ما استقبح لا يعد محاسن الناس إلا ذنوبا، فيا الله كيف يعتذر من هذا الغر ترونه أكالا للأعراض همازا مشاء بنميم معتديا أثيما له طبع كطبع الدود لا يقع على شيء إلا أفسده أو قذّرة ولا أمان له ولا ستر لديه فيه طبع اللئام فإن اختلفت معه في شيء حقير كشف أسرارك وهتك أستارك وأظهر الماضي والحاضر».

«أبغض الرجال إلى الله الألد الخصام كما صح بذلكم الخبر في الصحيحين وغيرهما والألد هو الأعوج في الخصومة بكذبه وزوره وميله عن الحق».

ما تم تقويسه أعلاه هو جزء مما أفاض به فضيلة الشيخ سعود الشريم في خطبة الجمعة الماضية، وأدرك أن الشيخ وفّقه الله يوجه رسالة للمجتمع كله.. وإن كنت حين سماعها قد تلمست فيها قربا من واقع العمل الرياضي والعلاقاتية التي تحكم العمل سواء ما بين الإعلام والأندية أو في ما بين الأندية نفسها وحتى الإعلام في ما بينه... هي حقيقة ظاهرة، فالفجور في العلاقة قد بلغ مداه ويكفي أن ندرك أن التأليب بات سمة ظاهرة لكثير من التوجهات ناهيك بالكذب ورفض الآخر.. وانظروا ما يحدث بين أندية وإعلام، فمن فرط الاختلاف بات الكذب والتأليب سمتين لا استغناء عنهما والهدف هو التقويض والإجبار على الاستسلام.. ولا بأس بالثمن ما دامت أهداف غير شريفة ستتحقق.

ليس ذلك فقط، بل إننا نعيش واقعا ضعيفا وآخر مزريا جراء أن هناك من الأندية وعبر مسيريها من ينشغل بالتقليل من غيره ويستغل كل فرصة لفعل ذلك.. يقوده حقد وشعور بالنقص والدونية تجاه ذلك الآخر، وبما يجعله شغله الشاغل الذي ينسيه واجباته تجاه مهامه التي وُكل بها.. وعليه فليس غريبا أن نجده يخفق في مشروعاته ما دام ديدنه الانتقاص والتأويل.. والكذب.. والآخر المنتقَص منه يعيش في أفق الظفر والإنجاز.. ليس إلا أنه انشغل بنفسه عن غيره فنال ما يطمح إليه.. والأمثلة قائمة وملموسة.

وبعد، فليس المقياس هو الظفر فقط، بل أن نكون عنوانا للسلوك القويم وأن تمثل الرياضة التنافسية الأفق الجميل الذي تنطلق منه الموضوعية بما يعزز التحابَّ والتسامح.. لكن هل نستطيع مجتمعين أن نفعل ذلك؟ من جهتي فعلى المدى المنظور أشك بأن يحدث!

[email protected]