ما هو المركز الأكثر أهمية؟!

عادل عصام الدين

TT

مع أن كرة القدم لعبة جماعية، وكل لاعب يكمل دور ومهمة اللاعب الآخر, ولا يمكن للاعب واحد أن يواجه فريقاً بأكمله إلا أن هذه الطبيعة لم تمنع الموقع الالكتروني للاتحاد الدولي لكرة القدم من طرح سؤال عام كعادته: «ما هو المركز الأكثر أهمية في الملعب»؟!

طرح السؤال من قبل الموقع وطلب التصويت على اختيار أبرز مركز من بين الـ (11) مركزاً في الفريق الواحد!

من مارس كرة القدم وأدرك طبيعتها وأسرارها قد يرى أن السؤال غريب وساذج.. وصعب في ذات الوقت ما دام أن اللعبة جماعية، ورغم ذلك أحاول أن أقول رأيي في هذه السطور بعد ما قرأته في بعض الإجابات التي فاجأتني هي الأخرى لانني توقعت أن يتفق الجميع على حارس المرمى حيث كنا نردد ولا نزال على انه نصف الفريق وعلى «رأس الحربة» الهداف لانه هو الذي يتوج حركة ومجهود زملائه في النهاية بتسجيل الأهداف بدليل أن المهاجمين هم الأشهر والأبرز.

ثمة من رفض لأنه لم يقتنع بالسؤال أصلاً ولو سئلت شخصياً لرفضت الإجابة أيضاً، أما في حالة الاصرار فقد أرى أن حارس المرمى يأتي في المقام الأول ومن ثم الهداف لكنني اكتشفت من خلال أكثر من إجابة التركيز على اللاعب الذي نقول انه مفتاح تفوق الفريق وأقصد به لاعب الوسط «المحور الهجومي» وضابط الإيقاع الذي يربط الدفاع بالهجوم.

الحديث عن لاعب البناء وربط الدفاع بالهجوم أي القائد الحركي يقودني لطرح سؤال سبق لي أن طرحته من قبل:

لماذا بات القائد الحركي في ملاعبنا مفقوداً أو نادر الوجود؟!

اعترف أن أسلوب اللعب قد تغير، وأن تطور جوانب اعداد فريق كرة القدم أثرت على أسلوب اللعب، ضاقت المساحات وارتفع مستوى اللياقة البدنية، واتجهت اللعبة للجماعية بدلاً من الأداء الفردي الاستعراضي لكن ذلك لا يجب أن يلغي أهمية وجود اللاعب المفكر.. «المخ».. الفنان الذي يضبط الإيقاع.

عرفت ملاعبنا أسماء جميلة، ونجوم لطالما ذهبنا للملاعب للاستمتاع بأدائهم الراقي وعروضهم الباهرة، وما أكثر «قادة الحركة» الذين شاهدناهم في ملاعبنا.

ولكن: أين هو القائد الحركي المميز هذه الأيام؟

مع الأسف: لا يوجد.

[email protected]