ولكن.. هل الإنجليز مجاملون؟!

هيا الغامدي

TT

إنجلترا معقل كرة القدم، فمن الطبيعي أن يصبح اللعب أمام فريقها الوطني حدثا بذاته، ومن الذكاء اختيار الفريق العربي المصري ودية «فيفا» مع إنجلترا! والمفارقة العجيبة أن المصريين، وبعد تحقيق كل لقب قاري يخسرون وبفارق هدفين، واستمروا على المنوال ذاته، 3/1 أمام الإنجليز... فما السر الذي يرمي بأقدام المصريين إلى السقوط بعد تحقيق أي لقب قاري؟! أظن أن ذلك عائد إلى الذهنية العربية، التي تذهب بمخيلة اللاعب العربي لما وراء الحدث، فالصورة الذاتية تصورها حكمة أفريقية تقول: (إذا العدو الداخلي ليس له وجود فالعدو الخارجي لا يستطيع إيذاءك)، وربما كانت تلك هي نقطة الضعف (ليست الوحيدة) بمخيلة اللاعب العربي حينما يواجه نظيره الأوروبي، فيتراجع وينهزم!

لقاء كهذا كان من الضروري أن يخرج من خلاله المصريون من شرانق (القارية) لما هو أبعد كطموح وعمل TARGET مستقبلي، وبخاصة للوجوه الجديدة أسلحة شحاتة في الميدان. فالمصريون بحاجة للقفز على حواجز الوقوف عند عتبة المونديال (انتظارا) لما يفوق العشرين عاما، ومع أن الأداء المصري كان جيدا بشق المباراة الأول بهدف الأسبقية، فإن هبوب عاصفة العواطف العربية كان قد خمد بالشق الآخر مع اضمحلال وتناقص معدلات اللياقة البدنية لدى المنتخب المصري!! (أستغرب) أيعقل أن استراتيجية عمل المعلم العربي (لشوط واحد) فقط؟!

كابيللو الإيطالي (الهوية)، الإنجليزي (الهوى)، كان أذكى بنقطة القراءة المتأنية لأحداث الشوط الأول، ومن ثم قلب الطاولة على الفراعنة بسلسلة تغييراته، التي عمقت الفارق فنيا ونتاجيا. ومعروف بعلوم الـ(NLP) أن السرعة البدنية تعتمد على اليقظة الذهنية، وهذا ما كان باديا على الأداء الإنجليزي! وبعيدا عن سياسة التنقيص والتصعيد، برأيي أن التجربة بحد ذاتها إيجابية لمصر، التي تمتلك قائمة من الأسماء تبحث عن مكان لها بالقوائم الأوروبية، وبالأخص الإنجليزية، وليس ذلك بغريب، فالمصريون يوجدون - كانوا ولا يزالون - بأندية إنجلترا!

من جهتنا، نحن أقصى ما يمكن أن نتوقعه أن نبقى (متفرجين من بعيد) على تحركات.. اجتهادات.. مباريات (الأشقاء) العرب والآسيويين، الذين لا يتوانون عن لعب مباريات ودية قوية مع منتخبات لها وزنها ووجودها بالخريطة الدولية الكروية! تعيدنا الذكريات إلى ودية الأخضر مع إنجلترا بملعب ويمبلي الشهير والتعادل السلبي، مع مستوى يأسر العين والقلب معا بـ98، كيف ننسى ذلك؟! إذا كان الإنجليز أنفسهم لم ينسوه حتى إن تلك الودية كانت قد فتحت الباب أمام عناصرنا المحلية للاحتراف بتجارب متفاوتة (كعائد) مطلق بأندية أوروبا وإنجلترا!! ولكن، هل كان الإنجليز مجاملين آنذاك؟! أم أن مستوياتنا كانت تؤهلنا للحضور الجدي والتميز؟! تصوروا أن هناك من هو أقل منا تاريخ حضور وإنجازات، يلاعب منتخبات الصف الأول كرويا، (لا) ويحقق نتائج مبهرة، (بمعنى) مفاجأة.. ونحن لا نزال نصر على ملاقاة منتخبات الصف (الـ.....) كماليزيا وسنغافورة وبيلاروسيا، (عجبا!) فأي تطور سنحرز وعن أي تطوير سنبحث، وأي مستقبل نناظر، وطموحنا كمنافسة واحتكاك وظهور (تجريبيا) لا يتعدى جنوب شرق آسيا، وإذا تجاوزها فأفريقيا الاستوائية؟! هذا مع تباعد اللقاءات الودية لمنتخبنا الوطني، الذي لا يستفيد كغيره من المنتخبات تلك الأيام، التي تخصصها «الفيفا»... لماذا، وعسى المانع خيرا؟!

[email protected]