متى يكتب عبده خال رواية الاتحاد؟

محمود تراوري

TT

عام 1984 وفي سنغافورة ، كان أول انجاز للكرة السعودية على مستوى كبير. أول تتويج تجلى على شكل بطولة ، رغم أنه لم تكن هناك بطولة بالشكل التقليدي يمنح فيها الظافر كأسا أو درعا، بل هي تصفيات أو اقصائيات بلغة أهلنا في المغرب العربي، للتأهل إلى نهائيات أولمبياد لوس انجلوس سنة ذاك. لكنها كانت فاتحة القلب والطريق ، فبعدها بأقل من عام توجت السعودية بطلة لقارة آسيا للمرة الأولى.

يومها تقدمت السعودية نحو صدارة الأخبار، تصدرت الصفحات الأولى، وقدمت وجها حضاريا غير مألوف عنها كبلد، ارتبط عند المسلمين بوجود البيتين الشريفين، وعند سواهم بالنفط.

بل حتى عند كثير من العرب الذين لا يرون في البلد – نتيجة سلوكيات فردية – إلا النفط حتى راجت في أدبيات الكتابة عند بعض الأقلام العربية عبارة ( البتر ودولار).

نجحت كرة القدم في لفت الأعناق نحو فكرة أن هناك إنسان، يمارس نشاطاته حاله حال كل شعوب الدنيا المتخمة بالأحلام والأمنيات. وظلت الكرة تقدمنا دائما في المحافل العالمية على مدى قرابة عقدين من خلال تأهلنا المتتالي لنهائيات كأس العالم التي نغيب عنها هذا الصيف نتيجة إخفاق في التأهل، إخفاق سيلت في مناقشته أطنان من الأحبار والأوراق تقول أفكارا وبعضها يقول ترهات.

إذن الرياضة تعبر عن حال المجتمع وتقول إنسانه. لكن بالأمس عادت السعودية مرة أخرى لتصدر نشرات الأخبار ولكن هذه المرة عبر نيل الكاتب الروائي عبده خال جائزة البوكر للرواية العربية 2010 عن روايته ( ترمي بشرر) التي أعلنت في أبو ظبي الثلاثاء الماضي . هناك حيث تخيلت خال يقف موقفا مشابها لكتيبة الانجاز عام 84 ، يتيه زهوا بوطنه، ومدللا على أن هناك ( ما يبهج) ويشير إلى إنسان معني بالحضارة بكل مكوناتها وفسيفسائها الجميلة من رياضات وفنون وإبداع.

أربط بين استحقاق خال واستحقاقاتنا الكروية مستذكرا ايليا ترويانوف أحد أشهر واهم روائيي المانيا حاليا، الذي كتب ذات يوم عن المهاجرين إلى ألمانيا وكيف أن المجال الوحيد الذي تتم معاملتهم بعدل فيه هو كرة القدم. ورأى قبل عام أن منتخب ألمانيا بات ضعيفا، ولابد من تطعيمه بعدد من المهاجرين.

في الغرب كما يوجد مبدعون يقتربون من الشأن الرياضي ويتابعونه كلون من ألوان الحياة، يوجد أيضا من يقترب من كرة القدم ولكن بعدائية على نحو ما يفعل الكاتب الايطالي امبرتو ايكو.

لكن عبده خال ولأنه معجون بالناس، يعرف المقربون منه شغفه بكرة القدم وانحيازه لاتحاد جدة، ولكنه انحياز فيه من السمو والوعي ما يجعله بمنأى عن السفاسف.

وأعرف أن لدى خال حكايات وحكايات عن الاتحاد ، ما يجعلني أتساءل اليوم وكل الوطن منتش بانجازه عن مدى إمكانية أن نقرأ مكابدات الاتحاد في رواية؟