كلـــهم يـغـنون..!

منيف الحربي

TT

يقول عزوز عقيل: «على جرح قلبي تحط العصافير كي ترتوي بالغناء»!! أما الحكم عبد الرحمن الغامدي، فلا أظن البلابل ستحط على صافرته يوما لترتوي من الشدو أو حتى التصفير، ليس لسبب خاص، بل لتعليل شخصي؛ يعتقد أن الصوت الجميل لن ينتظر سن الخمسين كي يخرج للناس بتسول سمعة ناد وحساسية وضع، متسللا إلى آذان الجمهور عبر إثارة ساذجة مليئة بالثقوب..!

لم أسمع صوت المغني، غير أن الصدى كان نشازا على الصفحات وفي المنتديات، ولم أكن بوارد الكتابة عن موضوع كهذا لولا اتصال هاتفي تلقيته من شخص أحترمه يتساءل: لماذا لم تكتب عن هذه القضية؟ وعندما فشلت في إقناعه بأنها ليست (قضية) وعدته أن أكتب، لكني هنا سأتناول الموضوع من زاوية أخرى غير التي أراد. لو أن التغني كان بناد آخر لتبدلت الصورة تماما، فمنتقدو الحكم الحاليون سيهونون الأمر بينما سيتولى المهونون حاليا تصعيد الموضوع وإلباسه كل ما يحتمل وما لا يحتمل، ويقيني أن سيادة اللون وغياب المهنية وتجييش العواطف عوامل ساعدت على تقليل أثر الإعلام في معالجة قضايا تستحق المعالجة. معظم من هاجموا المغني كانوا يغنون بأقلامهم ولا يرون بأسا في ذلك، بينما الواقع أن القلم يصبح مشوها حين يتحول إلى ناي، أو إلى أفعى تتراقص على أنغام مهرج!

على كل حال.. أتمنى أن يعود حكامنا المحليون إلى عزف القانون داخل المستطيل الأخضر، فأزمة التحكيم السعودي ليست في الغناء خارج الملعب، بل في الرقص داخله وترقيص النظام بين روحه ونصه..!

* فيصل بن عبد الرحمن

* قبل أكثر من أربع سنوات، كنت أهاتف الأمير الخلوق فيصل بن عبد الرحمن لأسأله حول صحة قبوله أو رفضه رئاسة نادي النصر. حينهان كان الأصفر يبحث عمن يقبل المهمة المستحيلة ليواجه الريح بصدر مكشوف، وكان الجلوس على الكرسي الساخن في تلك الأوضاع الحرجة أشبه ما يكون بالانتحار الرياضي، ما بالك والمرشح يملك سجلا ذهبيا من الصعب المقامرة به مع ناد يغرق!تردد كثيرون، وبقي شبح الفراغ مهيمنا فيما ظل فهد المشيقح يصارع الظروف وسط دوامة من المشاكل الجمة..! وقتها، قال لي الأمير فيصل بن عبد الرحمن إنه قد يقبل بشروط، وتحدث إلي عن السيناريو الذي يطمح إليه حتى وهو يعرف أنه سيضحي بالكثير من رصيده الجماهيري.

اليوم (شهادة للتاريخ): أقسم أنه تحقق للنادي ما ذكره لي الرئيس الذهبي قبل ما يقارب الخمس سنوات، فقد كان يعرف أنه سيخسر أشياء كثيرة مقابل أن يكسب النادي، وها هو الفريق يقف على أعتاب الربح. تحية للرجل النقي فيصل بن عبد الرحمن في زمن تلوث المبادئ وتلونها.