الشخصية!

عادل عصام الدين

TT

ماذا لو كلف أحد الذين يظهرون في القنوات الفضائية من «المحللين» بقيادة التدريب في المنتخب أو الهلال أو الاتحاد؟ هل يمكن أن ينجح؟!

هذا «المحلل» الذي يحظى بالشهرة وينال الإعجاب، هل يمكن أن ينجح لو درب الأهلي أو النصر؟

الإجابة بالتأكيد لا، وقد تكون هناك استثناءات، فالنجم الكبير عبد المجيد الشتالي مثلا نجح في الميدان، كما نجح في «الاستديو التحليلي».

مئات المدربين فشلوا، ولم يحققوا النجاح في عالم التدريب على الرغم من أنهم يملكون الفكر والنضج، ويتابعون ما يدور في العالم ويحرصون على الجديد.

إنها قوة الشخصية التي لا يمكن أن تكون مجرد صفات مكتسبة أو شهادات أو ممارسة، فالتدريب مثل مجالات الإبداع الأخرى كلها، يعتمد أساسا على الموهبة وعلى المقدرة الفردية، ثم إن التدريب ليس مجرد أداء فني، ذلك أن من أهم أسباب نجاح المدرب.. أي مدرب في العالم إنما يعتمد على الكفاءة في «الاتصال».

وإذا كانت بعض الصفات ترتبط بالوراثة، وبما وهب الله للمدرب من كفاءة قيادية، فثمة أهمية للتعليم والممارسة والخبرة أيضا.

مجالات الإبداع كلها تعتمد على الموهبة والطموح والاستعداد أولا، ثم على الدراسة والخبرة والمتابعة.

بات من السهل الظفر بـ«المحلل الرياضي» هذه الأيام، فما أكثر الذين يجيدون توجيه النقد! وما أقل الظفر بمدرب وطني يشار إليه بالبنان!

رياضتنا ليست في حاجة إلى خبرات إدارية فقط بقدر ما هي في حاجة إلى «خبراء» في التدريب والإعلام الرياضي.

يعجبني عضو الشرف الذي يدعم ناديه بلا ضجة أو «منة» أو ادعاء أو بحث عن «أضواء». اللافت للنظر أن الذين يبحثون عن «الصورة» أكثر من أعضاء الشرف الذين يدعمون الأندية التي يعشقونها ورياضة الوطن التي يشاركون في نهضتها.

الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبد العزيز نموذج مضيء لعضو الشرف الذي يتمنى المرء وجوده في كل ناد.

تواضع وخلق وتعامل جيد مع الجميع وحب للنادي الذي يميل إليه، ودعم بلا «منة».

تحية إلى الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبد العزيز، وأدعو الله أن أشاهدك وأنت تتبوأ مكانة تستحقها.

[email protected]