إقالة بيسيرو.. «مسألة وقت»؟!

هيا الغامدي

TT

ما بين نبأ يؤكد وآخر ينفي، تتهادى (استقالة) المدير الفني لمنتخبنا الأول «بيسيرو» على عتبات الانتظار، وبخاصة بعد النتائج الأخيرة للمنتخب، التي شكلت (للعالم أجمع) صدمة الخروج عن السباق للمنافسة على الوصول للمونديال 2010!

وفي الواقع، فإن استمرار الأخطاء وتكرارها هو ما أزّم حالة الانحدار الفني والنتائجي لكرتنا السعودية، التي أصبحت غير قادرة على المنافسة بالشكل المطلوب ولا المأمول حتى إن المتطفلين أصبحوا (يتجرأون) علينا! (ولا عجب) لطالما أن الطموح مشروع للصعود للقمم على أكتاف كبير و(متعب)!!

والآن، بأجواء تحضيرية (إعدادية) كهذه كثيرا ما تنشط الاجتهادات و(تشطح الأفكار)، والتوقعات حول (هوية المدرب الجديد) القادم لقيادة الفريق فنيا. وهنا نفترض أن تخرج الخيارات الجدية عن ما يطرح من تخمينات... فالمرحلة المقبلة تحتاج لجهاز فني قادر على التحضير والتجهيز للتأسيس لمرحلة جديدة يكون فيها المنتخب جاهزا فنيا وعناصريا لتحقيق البطولات، وهذا يتطلب (توقيت كافٍ) للوصول للجاهزية التامة من النواحي كافة، وبالنظر لقرب الاستحقاقات القادمة للمنتخب، وانتهاء أغلبية المسابقات المحلية باستثناء واحدة (كأس الأبطال)، والآسيوية، فلا يوجد مساحة ميدانية (نظرية) حية للمدرب الجديد للوقوف على مستويات وجاهزية عناصره الدولية المختارة، وبالتالي سيكون الخيار الأقرب عن طريق (التقييم المعلب) والتسجيلات! وهنا ستعيدنا الأحداث لخيارات الماضي: أخطاؤه وتفاصيله، وكأنك يا أبو زيد....!

ولكن الأهم في ظل عدم جدوى بقاء بيسيرو مدربا... ما الذي يمنع من أن يأتي التغيير الآن؟!

أما ما يدار بشـأن اختيار مدرب الهلال (غيريتس) للمنتخب، فليس من المعقول أن تكون تلك فكرة واقعية، لأسباب أهمها: ليس كل ما (يصلح) مع النادي (يفيد) مع المنتخب؟! والتجارب الماضية، أقربها مع بيسيرو، أثبتت صحة ذلك المعتقد، إذا ما استثنينا فكرة الاستعانة بكوزمين المبعد عن منافساتنا!

ولا أعلم على أي أساس يبني البعض (جهنمية) أفكاره تلك؟!! صحيح أن غيريتس كان قد أحدث نقلة (نوعية/كمية/احترافية/مهنية/انضباطية) متفردة بالمستويات كافة، وكان - وبحق - (نقطة تحول) أساسية في مشوار الهلال هذا الموسم.. ولكن، وبرأيي أن نقطة الاستعانة الأمثل به، ليس كمدرب للمنتخ، وإنما (كخبير/مستشار) فني، لما يحمله من فكر تدريبي على مستوى عالٍ وذهنية عقلية (تصورية)، وقيادة انضباطية مختلفة، فالتوجه المغاير قياسا عن البقية والتجربة الميدانية (الإيجابية) غير المسبوقة مع الهلال كنموذج مصغر لعقلية اللاعب المحلي، وقربه من طبيعة المنافسات السعودية، ومعاصرته لكافة الأجواء الاحترافية بالمملكة بإمكانها أن تسخر الفكر المعاصر لتبلوره ذاتيا مع رؤية تخطيطية جنبا إلى جنب مع بقية عمل أعضاء اللجنة المكلفة بدراسة أسباب التأخر والعمل على معالجة الأوضاع وإعادة الأمور لنصابها.

باعتقادي أن إيجابيات (قيادة غيريتس) للهلال كتجربة، أثبتت نجاحها.. من المجدي أن تعمم على باقي الأندية، وأن تصبح طريقته الانضباطية نهجا متبعا للبقية.. ولِمَ لا؟! فمتى ما ابتدأت الأندية بنفسها - كتطوير وعمل احترافي يطبق بمطلق التفاصيل - فسوف يجد منتخبنا طريقه للعودة (لجادة الطريق) صعبا جدا، بل شائكا - حد التوهان.. أن تعالج القشور ويبقى الأساس على (هشاشته) وضعفه، فلابد أن يأتي وقت وينهار!!

صحيح أن الاتحاد السعودي (ما قصر)، هكذا عهدناه، أحضر خبراء ومختصين لدراسة أوضاع الكرة السعودية وتطويرها، غير أن وجود ذهنية (كغيريتس) سيعزز من عمل المجموعة لنجاح تجربته الاحترافية ومعاصرته لتفاصيل يوميات احتراف اللاعب السعودي وقدرته على التكيف والاستيعاب. نتمنى أن يسعفنا الوقت بالاختيار (الأمثل) والعودة مجددا من كأس الخليج ابتداء بإذن الله.