ترويض النمر الكبير!!

أحمد صادق دياب

TT

لو أن «للجدران آذان» كما يقولون في مصر العزيزة، لتحدثت بحرارة وبحزن عما يدور خلفها من بعض المحسوبين على البيت الاتحادي. فالأمر لم يعد مجرد اختلاف في وجهات النظر، أو حتى عدم اعتراف بوضع قائم، إنما أصبح عداء مكشوفا مفضوحا سافرا..

توحدت فيه التوجهات بعد أن كانت متفرقة، فأولئك غير المرغوب فيهم بالأمس تحولوا بقدرة قادر إلى أسماء قادرة على إنقاذ الاتحاد، أو بالأحرى المشاركة في المخطط العام لإسقاط كل ما يمكن أن يقف في طريقهم.

ما هو هدفهم وعما يبحثون؟.. سؤال عجيب غريب، لأن أهدافهم مبعثرة وأساليبهم فجة ومعروفة وعنوانهم الأول والأخير أنا المتحكم الأول والنهائي وإلا فالطوفان يأتيكم عن يمينكم وعن شمالكم. إنه عصر الفتوة الجديدة يمارسه البعض بكل وقاحة.

على مدى سنوات طويلة لعبت تيارات مختلفة بالاتحاد، حاول كل تيار أن يربط زمام النمر/ الاتحاد إلى خصره ويسيّره إلى جواره، لكن فريق بحجم وتاريخ ومكانة الاتحاد لا يمكن أن يرضخ لأحد، وإن كان البعض حاول كتابة اسمه إلى جواره، لكن سرعان ما يبدأ التاريخ في محو كتابة الليل مع إشراقة صباح جديد، وليعلمهم أن الاتحاد هنا ليبقى وولد لينمو حتى ولو كان يتيما، وسيستمر بهم ومن دونهم وكان قبلهم وسيظل بعدهم في شموخ.

لم يحاربوا المرزوقي إطلاقا، بل حاربوا الاتحاد من خلال المرزوقي..

لم يشتموا فراس التركي أو يحاولوا إثارة الجماهير ضده، بل أرادوا قلب الجماهير على ناديهم.

إنهم لا يكرهون الصنيع بل يكرهون أن ينجح معه الاتحاد..

هاجموا محمد نور في كل شيء، وجردوه من كل شيء، لكنهم في الواقع يخدشون الاتحاد..

حتى بوشروان الخلوق لم يسلم من الهجوم.. لأنه يلعب للاتحاد، وهم لا يرغبون أن ينجح الاتحاد.

إنه واقع عصر غريب وثقيل دم ومؤلم، أصبح فيه التهديد والوعيد والتلاعب بالأسماء ومحاولة إلصاق تهم بالآخرين واستفزازهم، هو الواقع الذي يحاولون فرضه في عالم يفترض فيه أن نكون أمام أرقام ودلائل ونقاش موضوعي يبعد كل البعد عن الحماس المفتعل والألفاظ غير اللائقة والجدل البليد.

لا يمكن أن تصل معهم إلى حلول لأنهم لا يريدون أن يروا طريقا غير المرسوم أمامهم، ولا يريدون أن يعرفوا أسلوبا غير ما تم تدريبهم عليه، ولا يعرفون هدفا غير ما برمجوا للوصول إليه وبالطريقة المكيافيلية..

لو نجح الاتحاد كان عذرهم جاهزا، لأننا هاجمناهم نجحوا، ولو خسر الاتحاد قالوا كما أكدنا من قبل، هم على صواب دائما، في أعذارهم لا تصرفاتهم، وهو ما يحقق معادلة «عذر أقبح من ذنب».