يا أهلاويون أفيقوا قبل فوات الأوان

موفق النويصر

TT

غريب هو ذلك التصريح الذي اطلقه سيرجيو فارياس المدير الفني للنادي الأهلي لإحدى الفضائيات، بعد نهاية مباراة فريقه الدورية أمام شقيقه الاتحاد التي انتهت بهزيمته 1/0، والتي أكد فيه أن المهاجم الذي لا يسجل في المباراة سيستبدل به أيا كان، وأن الفريق إذا لم يتطور وأصبح يلبي احتياجاته التدريبية، فإنه لن يستمر في تدريبه.

تصريحان غريبان ينمّان عن «جهل» وغرور كروي مطبق من قِبل السيد فارياس، فتوظيف اللاعبين داخل الملعب، وفتح الطرقات أمامهم للوصول إلى مرمى الخصم، مسؤولية المدرب، كما أن من مسؤوليته أيضا إغلاق المنافذ المؤدية إلى مرماه أمام الخصوم.

الأكيد أن الأهلي الآن يغلب على أدائه حماس لاعبيه ولكن دون تنظيم كامل، هو أفضل من أهلي بداية الموسم، إلا أن الفريق لا يزال لا يسجل كثيرا، حيث سجل 27 هدفا، وفي المقابل تستقبل شباكه أهدافا أقل ما يمكن القول عنها أنها «غبية»، حيث تَلقّى 26 هدفا.

بعد هذا التصريح غير الموفق من فارياس، حمّل غرم العمري مدير الفريق بالأهلي مسؤولية الخسارة لمدرب الفريق، وأنه لم يتعامل جيدا مع أحداثها، خصوصا بعد طرد لاعب الاتحاد محمد سالم، وأنهم بصدد مناقشته في الأيام المقبلة. وإن كنت أخشى أن يعود العمري مرة أخرى ويقول إنه لم يكن يقصد تحميل المدرب مسؤولية الخسارة، كما تراجع من قبله الأمير فهد بن خالد المشرف العام على كرة القدم، عبر برنامج الجولة عن تصريحاته الصحافية التي أطلقها عقب خسارة الفريق في الجولة الثانية من بطولة دوري أبطال آسيا أمام الغرافة القطري.

هذا التصريح الذي تراجع فيه المشرف العام على كرة القدم بالنادي الأهلي، كانت فيه إيجابية واحدة وهي اعترافه لأول مرة بضعف خط الظهر لفريقه، وتحديدا ظهيري الجنب محمد مسعد ومنصور الحربي، وأن غياب البديل المتمكن القادر على خلق التنافس معهما، هو السبب في عدم تطور مستواهما.

وهنا أقول للإدارة الأهلاوية ما ذكرته سابقا، واعترضَت عليه إدارة الكرة، أن النظام الذي كفل لهم الاستعانة بثلاثة محترفين أجانب والرابع من القارة الآسيوية، لن يحل مشكلة جميع الثغرات التي يعانيها فريقهم، بل ينبغي عليهم تعضيد فريقهم بأسماء محلية متمكنة، إما بطريقة شراء العقود وإما بنظام الإعارة، الذي تستفيد منه جميع الأندية، إن رغبوا الحفاظ على المجموعة الجيدة في الفريق.

شخصيا لا أعرف مسؤولي الإدارة الأهلاوية، ولم ألتقِهِم يوما، لكوني مقيما خارج السعودية، ولكن من خلال متابعتي لهم إعلاميا، وما أسمعه من محبي النادي الأهلي، أؤكد أن عبد العزيز العنقري رئيس النادي والأمير فهد بن خالد المشرف العام على كرة القدم، يُعَدّان إضافة جميلة ومهمة للكرة السعودية، ويجب الاستفادة منهما أطول فترة ممكنة، كوجهين مشرّفَين ومخلصَين للأهلي، ولكن عليهما الاستماع جيدا للأصوات الغيورة على «القلعة»، والاستفادة من تجارب الأندية الأخرى التي سبقتها في مثل هذه المواقف، والكيفية الصحيحة لإعادة ترتيب صفوفها، بما يضمن عودة توهجها من جديد قبل فوات الأوان.

[email protected]