غرفة الشيطان

عبد العزيز الغيامة

TT

كنت وما زلت أقول: إن مشكلة الاتحاد لم تكن في مدربه كالديرون ولا هيكتور ولا إدارته، بل في لاعبيه الذين كشفت روحهم الأخيرة أمام الهلال أن كل ما قاموا به في الأشهر الثلاثة الأخيرة لم يكن إلا برغبة منهم؛ فالروح إن استحضروها جاءت في قلوبهم وحرثوا الملعب طولا وعرضا وكأنك ترى ذاك الفريق الذي لقن ناغويا الياباني درسا في فنون الكرة لكنهم غيبوا أنفسهم طيلة تلك الفترة ولن أقول لماذا لأنني أدرك أن الإجابة لن تكون كاملة إلا منهم!

قبل أسبوعين وحينما خسر الاتحاد من فريق بنيودوكور الازبكي على أرض الأخير بثلاثية نظيفة قالي لي صديق اتحادي مقرب من فريقه إن غرفة اللاعبين تلعب دورها وهي التي تحدد شكل الفريق سلبا أم إيجابا وإذا كنت لا تصدقني اسأل نور والصقري ومبروك زايد وتكر وأبوشروان!

بالفعل يبدو الأمر غريبا مما عانى منه الفريق الاتحادي طيلة الأشهر الماضية، والغرابة تكمن في روحه التي قلبت ظهر «المجن» أمام الهلال وأستطيع الجزم أن هذه الروح لو كانت حاضرة لما ظهر متواضعا أمام الأزبكيين وغيرهم لكنها المزاجية والفوضوية التي لا تستطع الإدارة الوصول إلى حل ينهيها فهي غير قادرة على ذلك لأن النجوم أكبر وهذه هي الحقيقة!

لم يكن الكلاسيكو السعودي الكبير بقيمته وإثارته وأدائه الذي يسعى إليه الجميع، لكنه ظهر متواضعا كحكمه البرتغالي جواوو فيريرا واختصره غازي كيال الذي دائما ما يسبق اسمه «الخبير التحكيمي» بمهاجمة رادوي فقط وكأنه مشجع اتحادي وليس حكما سابقا يفترض أن يكون على الحياد في حكمه!

سعادتي كبيرة بعودة روح نور والصقري وزايد وتكر وحديد لكن هذه السعادة لن تكتمل إلا حينما تتواصل في كل المباريات وفي كل الاستحقاقات سيما الآسيوية، والأخيرة برأيي أهم لأننا نريد علوا للكعب السعودي.

أما الهلال فمدربه في رأيي لم يحسن الإعداد لهذه المباراة حتى وإن أكد أنها بروفة قبل مواجهة أهلي الإمارات فإشراكه للعنبر خطأ كبير ناهيك عن هيجانه أثناء المباراة وكأنها مصيرية وهو الذي يدرك أنها مجرد مواجهة وأقل من ذلك!

وعلى صعيد النصر، فالواقع يقول إنه يتقدم بخطى ثابتة بفعل رغبات جازمة من إدارته للارتقاء بمستوى الفريق وأعتقد أن الفوز بالمركز الثالث في دوري زين بداية ممتازة لإدارة واجهت صعوبات كبرى في بداية الموسم لكنها تجاوزتها بفكر مستقل وبعقل رائع يقوده مدير فريق يذكرني كثيرا بفهد المصيبيح وأقصد بالطبع سلمان القريني!

حكمة أعجبتني!

الأعشاب الضارة تنمو وتزدهر

[email protected]