سقوط البطلين!

عادل عصام الدين

TT

من بين كل الأندية السعودية، استطاعت 9 أندية أن تفوز بالبطولات على مستوى لعبة كرة القدم على مر التاريخ.

وهذه الفرق هي الهلال والاتحاد والأهلي والنصر والشباب والاتفاق والقادسية والرياض والوحدة.

أتحدث عن البطولات «الرسمية» على مستوى «الكبار»، أي الفئة الممتازة. وإذا كان فريق الرياض الذي سبق له الفوز بأكثر من بطولة خرج حتى من قائمة الكبار، ولم يكن من بينها هذا الموسم، فإن المفاجأة الكبيرة تتمثل في تراجع عملاقي المنطقة الشرقية الاتفاق أولا ثم القادسية.

حصل الاتفاق على المركز التاسع برصيد 23 نقطة، وحل بعده القادسية برصيد 20 نقطة، وبهذا الترتيب خرج الفريقان من مسابقة التميز.. كأس دوري خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم. استطاع الحزم والفتح أفضل الفرق السعودية التي نطلق عليها «الأندية الصغيرة» من ناحية الإمكانات إزاحة الاتفاق والقادسية، حيث حل الحزم سابعا والفتح ثامنا برصيد واحد «24 نقطة». شخصيا.. لم أتوقع أن يظهر فريق القادسية بمستوى أفضل مما ظهر عليه، ويبدو ترتيبه متوقعا في ظل الإمكانات الحالية، بيد أن المفاجأة تمثلت في التراجع المخيف لأداء الاتفاق طيلة الموسم، ليس في مسابقة دوري زين فحسب، بل في كل البطولات. في المسابقة القادمة (كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال) سنشاهد 6 من فرق البطولات السابقة مع فريقين يخلو سجلهما من البطولات، في غياب 3 من فرق البطولات أكبرها وأكثرها شعبية الاتفاق الذي كان في يوم من الأيام ندا للهلال والاتحاد والأهلي والنصر، وكان أول فريق من المنطقة الشرقية يصل إلى النهائيات ابتداء من عام 1963 (1383هـ) عندما واجه الاتحاد في نهائي كأس ولي العهد.

لم نودع عقد الثمانينات الهجرية من القرن الماضي إلا وكان الاتفاق قد فاز ببطولة كأس ولي العهد، ثم كأس الملك عندما هزم الهلال عام 1388هـ، ووصل قبل ذلك إلى نهائي دوري المصيف بالطائف. الاتفاق الذي فاز بكل البطولات المحلية وأضاف إليها بطولتي العرب والخليج فشل هذا الموسم فشلا ذريعا، رغم كل اجتهادات رئيسه عبد العزيز الدوسري الذي يبدو أنه يصارع وحيدا من أجل إعادة الاتفاق إلى منصات التتويج.

الهزة العنيفة في مستوى الاتفاق سببها ما صنعه اللاعبون الأجانب، الأمر الذي أثر كثيرا على معنويات الاتفاقيين وتماسكهم. افتقد الفريق للتماسك، ولذلك ظهر في أسوأ حالاته، ولم يستفد على الإطلاق من دعم اللاعب الأجنبي، وخرج من السباق مبكرا. وأهنئ بالمناسبة أفضل فريق في السنوات الأخيرة، وأقصد به فريق الحزم الذي أكد مجددا أنه أفضل فريق «صغير» تعامل مع الاحتراف كما تصنع أندية أوروبا الأضعف من ناحية الإمكانات. استفاد الحزم هذا الموسم كما استفاد في المواسم الماضية من لاعبي الأندية الكبيرة الذين لم يجدوا فرصهم في صفوف أنديتهم، وقدم فريقا جيدا مكافحا، تنتظر منه مفاجأة في كل مباراة يلعبها. وتحية أخرى للفتح الذي ظهر بمستوى جيد للغاية واستحق مع الحزم الكثير من التقدير والاحترام.

[email protected]