هي ليست الزيارة الأولى لرئيس الاتحاد الدولي، لكنها المرة الأولى التي تحاط بهذا القدر من التكهنات.. «بلاتر في الرياض»، عنوان روتيني لولا أن في برنامج الزيارة ما يغري بالتلصص بين السطور ومحاولة استقراء «تداعيات» الأمر، أو لأكون أكثر دقة في التعبير فأقول «تفاعلاته».
هناك من قال إن الهدف هو الاستفادة من دعم سعودي في الانتخابات القادمة، وهناك من ذهب إلى أبعد من ذلك فتحدث عن ملاحظات تتعلق باستقلالية القرار الرياضي، أو بالأحرى انعتاقه من المظلة الحكومية، ولعل هذه الرؤية تتكئ أولا على طلب رئيس الفيفا مقابلة شخصية قيادية كبيرة، وتتكئ ثانيا على واقع الحال..!
قبل أشهر كان وكيل الرئيس العام للشؤون المالية يشتكي عبر مقابلة صحافية من روتينية إجراءات وزارة المالية والأثر السلبي الذي يمتد ليعيق كثيرا من مشاريع الرئاسة وخططها، في ذات السياق كان صراخ الأندية الصغيرة ومعاناتها المريرة أعلى وأقسى من الأصوات الاحتفائية التي هللت لاعتماد بعض المقرات ضمن الميزانية الأخيرة.. وبين العنوان الواسع وتفاصيل الضيق الذي تكابده الأندية يتطلع الشارع الرياضي إلى نتائج تحمل تباشير فرج في آليات العمل، ولعل أبرز ما يعضد هذه التباشير هو الجولات الدولية التي قام بها الأمير نواف بن فيصل، والعمل الدؤوب على تعزيز قرارات التطوير وإخراجها من درجة التجمد لحرارة الحراك المؤثر.
لم يرسب أحد..!
شرارة الاحتكاكات التي حصلت في أثناء مواجهة الاتحاد والهلال أدت إلى اشتعالات على ورق الصحف وتوقعات مثيرة بعقوبات صارمة.. سمعنا عمن يزعم شطب الرهيب وإيقاف رادوي 4 مباريات وكذلك ياسر ونور، ونقل مباراة العميد القادمة خارج أرضه... إلخ.. هذا التراشق سرق بعض الضوء من زيارة رئيس الفيفا وصوب الأنظار نحو لجنة الانضباط التي جاءت قراراتها (ظهر أمس) بردا وسلاما على الجميع، وإذا كان الإعلام نجح في تحقيق مساعي حملاته المتبادلة فإن لجنة الانضباط قد تكون هي الراسب الوحيد في الامتحان الذي عجزت عن تجاوزه مرات كثيرة.
لا أدري لماذا أوقفت رادوي مباراة واحدة وهو الموقوف أصلا، علما بأنها المرة الثانية التي تقع فيها اللجنة في ذات المطب خلال فترة بسيطة!!
نقاط
> الزميلة المتميزة هناء العلوني قدمت عملا صحافيا رائعا تمثل في لقاء ثري وجميل مع الرجل الاستثنائي الأمير عبد الله بن مساعد، تطرق فيه إلى الكثير من القضايا الرياضية بطريقته الخلابة ورؤيته العميقة.. هناء من الأقلام النسائية الشابة التي تستحق التقدير.
> الزميل علي حمدان أيضا قدم رؤية ناضجة مدعومة بالأمثلة الحية والمعلومات، قال خلالها إن الازدواجية في اللجان ليست سببا في مشكلات الرياضة السعودية، ودلل على ذلك بوجود الازدواجية في الكثير من لجان الاتحاد الدولي.