عذرا كابتن ياسر القحطاني!

مصطفى الآغا

TT

بداية، أعترف أنني من محبي ياسر القحطاني، وهو يعرف ذلك أكثر من غيره، وليس سبب محبتي له كما قد يتصور البعض أو يغمزون أنني هلالي الهوى (وهو شرف لا أدعيه نهائيا)، ولكن لأن ياسر واحد من أكثر النجوم تواضعا وسلاسة في التعامل مع وسائل الإعلام وإن وعد أوفى ولا أذكر أنني - منذ عرفته - وعدني بأن يكون على الهواء أو عبر الهاتف وأخلف وعده مهما كانت نتيجة المباراة إن كان مع الهلال أو المنتخب وأعرف الكثيرين ممن يعدون قبل المباراة وفي حالة الخسارة تراهم «ملحا وذاب»... ومحبتي لياسر لا تعني نهائيا أن أتفق معه في كل ما يقوله أو يفعله ولهذا أختلف معه في ما صرح به لـ«الجزيرة الرياضية» عقب الكلاسيكو السعودي بين الاتحاد والهلال في ختام الدوري السعودي ردا على سؤال المراسل عما حدث بينه وبين نجم الاتحاد محمد نور من شد عصبي وتدافع بالأيدي كاد يتطور إلى منظر لا نحب ولا نتمنى أن نراه في أي من ملاعبنا العربية... ياسر المشهود له بحنكته مع وسائل الإعلام خانته هذه الموهبة عندما كان عصبيا و«ساخرا» في الرد وصور أن وسائل الإعلام ستكبر الموضوع إلى ما لا نهاية...

الأكيد أنه في أي دولة في العالم يتشابك فيها قائدا المنتخب «السابقان» بالأيدي فهذه فعلا قصة لا يستطيع أي إعلامي في الدنيا أن يتجاهلها، وكنت أتمنى من أبو عبد العزيز أن يعتذر بكل بساطة على الشد العصبي الذي رافق بعض دقائق المباراة من كل الأطراف، وهنا أيضا أوجه عتبي إلى محمد نور الذي كان نجم المباراة بلا منازع ولكنه أيضا هو من بادر بالتعدي على ياسر دون كرة حتى لو كان ياسر هو من ارتكب خطأ ضده والصور واضحة ولا تحتاج «لخبير كروي» لأن أصغر مشاهد لا يفقه في كرة القدم شاهد ما حدث بالإعادات والصور البطيئة...

أما فورة رادوي فقد نال عليها ما يستحقه، ولا أعتقد أنه بثورة غضبه هذه يؤكد محبته للهلال بقدر ما يؤكد عدم ضبطه لأعصابه والتعامل بعقلية احترافية وتوفيقية في حادثة عاطفية كانت تستوجب تحكيم العقل أكثر من العضلات...

وحتى لا يقول البعض إن الإعلام لا يرى سوى نصف الكأس الفارغ أشيد هنا بالروح العالية التي أظهرها لاعبو وإداريو الفريقين عقب نهاية المباراة وكيف تبادلوا القمصان و«عبطوا» بعضهم البعض وأثبتوا فعلا لا قولا أنهم يتحلون بكل الروح الرياضية وأن ما حدث في المباراة هو «فورة شباب تحدث في أي مكان في العالم»...

الدوري السعودي أسدل الستارة على فصل من فصوله وكأس الملك ستعني فصلا مثيرا جديدا وتبقى الإثارة بترقب عدد المشاركين في الدوري المقبل وهل يكون 14 أم 16 أم 12، وهبوط الرائد ونجران منطقي قياسا على ما قدماه خلال الموسم، ومن لا يترك بصمة بين الكبار فيجب عليه أن يدرس أسباب ذلك وأن يتسلح للعودة، والأهم من العودة هو البقاء بين الأقوياء.