صناعة «المشكلات» والتعليق عليها!

عادل عصام الدين

TT

ما حدث في مباراة الاتحاد والهلال من سوء سلوك شوه جمال المباراة وأثر على المنافسة بين العملاقين، لكن المشهد في واقع الأمر ليس مستغربا ولا جديدا، وهو يتكرر في كل ملاعب العالم.

لاعب يوجه «لكمة» لزميله!

ألم نشهد مثل هذا السلوك المشين في أفضل وأقوى «دوري» في العالم؟

ألا يتكرر مثل هذا المشهد في الدوري الإيطالي والإسباني والإنجليزي؟!

ألم نشاهد ما هو أسوأ في مباريات أميركا الجنوبية؟!

الحقيقة أن ما يحدث في خارج ملاعبنا من قبل إعلامنا الرياضي هو الذي لا نشاهده في بقية دول العالم وهذا هو الفرق؟!

صدقوني.. إنني لا أقرأ صفحاتنا الرياضية، مكتفيا بقراءة جريدة واحدة، لكنني أحرص على قراءة ما يأتينا من الخارج.

لم أقرأ سطرا واحدا حول ما كتب عن مباراة الاتحاد والهلال، لكنني أعرف أن ما كتب لا يختلف عما يكتب طيلة العقود الماضية، أما إن حدث أي أمر جديد و«غير عادي» وغير متوقع.. «فخبروني.. وبشروني».

لا أتوقع أبدا.. أبدا أن تتحسن الحال ما دامت الصحافة الرياضية تحديدا غير «مؤهلة» لتحمل مسؤولياتها.

صحافة رياضية «متعصبة» متشنجة لا يهمها إلا مصلحة «النادي» والإثارة.. و«البيع».

إعلام رياضي لا يستطيع أن يقف في صف واحد مع بقية التخصصات، ولذلك يتواصل «التسرب» ويغيب الخبراء ويفرض الجهل نفسه ويصبح الفارق كبيرا بيننا وبينهم.

إعلام رياضي يعتمد على «الكم» وعلى عدد هائل من «المبتدئين» و«المتعصبين»، غير المؤهلين.

إعلام رياضي لا يهتم بالتفرغ.. ولا بالاحتراف.. ولا بالتأهيل.

كيف تتطور اللعبة الرياضية، وكيف ننمي الوعي.. وإعلامنا الرياضي لا مثيل له في «التعصب»؟!

متى يوجد الإعلامي الرياضي السعودي «الخبير»؟!

ومتى تصل صحافتنا الرياضية إلى مستوى الصحافة الأوروبية.. بل إلى مستوى الصحافة الرياضية العربية؟!

أعود للاتحاد والهلال، وأؤكد أن ما حدث لم يكن جيدا.. ولكنه ليس بجديد، منظر يتكرر في كل الملاعب، لكن المشهد المؤذي والمزعج وغير المألوف، والذي لا يمكن أن يحدث في العالم كله هو ما يكتب في صفحاتنا الرياضية ويعالج في قنواتنا الرياضية!!!!

من الصعب جدا أن تتوقع ما يحدث داخل الملعب.. لكن من السهل أن تتوقع ما سيكتب في صحافتنا بعد المباراة.

[email protected]