عفوا.. أقولها بملء الفم.. فالكل يغوص في أعماق الأهلي.. يحلل، يتوقع، يخمن، يطالب.. وفي النهاية يتعلقون بالتوافه، قبل أن يتوارون متمسكين بأهداب الفشل وسط مجاملاتية مملة، أعتقد أنها من أكثر ما أوجع الأهلي خلال تاريخه الحديث.
مسيرو الأهلي وعلى رأسهم أعضاء الشرف الفاعلون.. لا يسرهم أن يجدوا إعلاما يخوض في المجاملة ويحاول أن يغرقهم فيها حتى في الوقت الذي يبحث خلاله عن أسباب الإخفاق.. ولا يعجبهم أن يردد البعض أهازيج محبطة لا تنضوي إلا على تحكيم مترصد أو حق مسلوب، مما أضر الأهلي وأضعف نتائجه.
حقيقة لم نقرأ طرحا يفيد الأهلي ولا معلومة تخدم في تجاوز الإشكالية، فما يحدث مجرد إسقاطات لمدح ممجوج أو ذم مبالغ فيه..
أسأل هنا.. لماذا الأهلي هو وحده من يبحث عن كبش فداء حين أي تراجع أو إخفاق؟.. لماذا يسلط السوط بغير موضوعية على جهة ويتجاهل متعمدا أخرى لها من المسؤولية الكثير؟.. أحسب أن المجاملة وضعف الإعلام المقيم للمشكلة سبب رئيس في التراجع.. فهل سأل الأهلاويون أنفسهم، وأقصد هنا أصحاب الشأن في الإدارة وتسيير أمور النادي.. لماذا هم دائما متوترون وجلون؟ ولماذا هم منفذون لانفعالاتهم حتى وإن بلغت في كثير منها إلى إقصاء عناصر مميزة أثبت الآخرون خطأ توجههم الانفعالي؟.. وفي ذلك اسألوا الجيزاني.. والنجعي.. وتوليدو وكثيرين من المحليين وغيرهم من المدربين الأجانب، مما يجعلنا نجزم أن الأهلي الأكثر تفريطا. الأهلي قادر على أن يكون محل إنجاز.. لا ينقصه في ذلك أي شيء عن الهلال والاتحاد والشباب.. لكن تنظيم العمل والتعامل مع المنافسة والتقييم والتقويم هي ما ينقص الأهلي عن الآخرين.. فما يدفعه من أموال هو مثيل أو حتى قريب مما لدى أولئك، وما يملكه من عناصر ذات تميز تفوق غيرها وليست ببعيدة عن أولئك.. حتى الأسماء التدريبية التي يجلبها من الأكثر تميزا.. لكن ظل التقييم الداخلي أقل، ولا بأس إن كان التسرع عنوانا حين إقصاء اللاعب أو المدرب، ولكم أن تقيسوا الآن، فهناك من يتبنى إبعاد المدرب فارياس، وآخر يرى في بعض اللاعبين علة أدائية.. وأخشى أن ينفذ ذلك، وفق معايير الأهلي التي قضت مضجعه، وليس لي أن أذكر أنه لو كان الشلهوب وأبو شقير عبر أدائهما العام الماضي في الأهلي لتم الاستغناء عنهما.. لكن لأن الهلاليين والاتحاديين يعملون من سعة، عاد نجماهما أكثر تألقا.. كما فعل وليد الجيزاني في أندية أخرى!
الأهلي ليس مريضا لكي يتم علاجه.. ولا فقيرا لأجل أن ننتظر حتى يغتني..الأهلي يعاني من عارض بسيط سببه التسرع.. ومن قلق يسايره نتيجة الانضواء تحت نظرية المؤامرة، وأحسب أنه حين يتخلص منهما فبلا شك سيتعافى وسيحدد موقعه في سجل التميز والإنجاز.