هلال غيريتس

موفق النويصر

TT

اختتمت الخميس الماضي البطولة الأهم في الموسم الرياضي، بتأكيد هبوط فريقَي نجران والرائد، إلى مصافّ أندية الدرجة الأولى، بعد أن كان الهلال قد حسم صدارتها في الجولة التاسعة عشرة.

القراءة الأخيرة لبطولة الدوري تبين أن الإعداد الفني والإعداد المعنوي، متى ما حضرا في وقت مبكر من الموسم، فإن النتيجة المتوقعة لن تكون أقل من المنافسة على اللقب، وبخلاف ذلك فإن المقاعد من الثاني وحتى الأخير ستكون شاغرة لحجز مقعد بها.

ما قدمه الهلال في هذا الموسم، يستحق أن نصفق له طويلا، كونه كان الأبرز في كل شي، من حيث الإعداد البدني والفني والنفسي والإداري، فالفريق يبدأ مبارياته برغبة الحسم المبكر، دون الانتظار لما ستسفر عنه دقائق المباراة، حيث الانضباط التكتيكي الذي وضعه المدرب وجهازه الفني، ناهيك بالجماعية في الأداء، مقرونة بالاختراقات الجانبية، والتشكيلات الثلاثية والرباعية، التي ينفذها اللاعبون بكل سهولة وإتقان، وصولا إلى مرمى الفريق المنافس.

ما أحدثه إيريك غيريتس في الهلال يعود بنا بالذاكرة إلى «هلال كندينو» في ثمانينات القرن الماضي، حين كان الهلال يمتع ويفوز، ما يقودنا إلى التفكر كثيرا في هذه التجربة، والاستفادة منها مستقبلا بشتى الطرق، حيث نجح المدرب لأول مرة في تطبيق المفهوم الصحيح لمعنى احتراف كرة القدم، وأعني بذلك الاحتراف الذي كنا نسمع عنه منذ سنوات ولكن لم نرَه إلا مع «هلال غيريتس»، الذي نقل تجربته الفنية للاعبي الفريق، وهي بلا شك تجربة فريدة تستحق أن تعمم على جميع الأندية السعودية.

أخيرا يسجل للإدارة الهلالية بخلاف جلبها غيريتس وفريقه الفني، عدم دخولها في مهاترات إعلامية طوال الموسم، ما مكنها من التركيز على فريقها الكروي وتلافي السلبيات التي تعترض طريقه، رغم غياب قائدَي السفينة الهلالية الأمير عبد الرحمن بن مساعد والأمير نواف بن سعد، لفترات طويلة عن الفريق، إلا أن الفريق سار في مسار واحد منذ بداية الموسم وحتى الآن. كذلك دعمها لجميع لاعبيها، وبخاصة أولئك الذين تعرضوا لتذبذبات فنية في مستوياتهم، حيث تمسكت الإدارة بما دأبت عليه الإدارات الهلالية السابقة، من إعطاء الفرصة تلو الأخرى لهؤلاء اللاعبين، حتى يعودوا إلى مستوياتهم المعهودة.. فهنيئا للهلال برجالاته وهنيئا لهم بالهلال.

> مكالمة هاتفية رقيقة تلقيتها في الأيام الماضية من الزميل وليد الفراج رئيس تحرير برنامج «الجولة» على «ART7» أبدى فيها عتبه على فقرة من مقالي يوم السبت الماضي، غير أنه أبدى تفهمه لمغزى ما رميت به، وأنني شخصيا أكنّ له ولضيوف برنامجه كامل التقدير والاحترام، نظير الجهد الذي يبذله طوال أيام الأسبوع.