لقاءات آسيوية.. بكاريزما (خليجية)!!

هيا الغامدي

TT

تواصل أنديتنا السعودية (الأربعة) نتائجها المتذبذبة آسيويا، فالشباب الذي قدم مستوى ونتيجة «مميزين» في الجولة ما قبل الأخيرة عاد بكبوة سقوط آخر أمام (العين)، ورغما عن ذلك فإن ما يقدمه عبر هذه البطولة بالذات، إن لم يكن بالموسم، مثير للاستغراب! حتى إن موسما كهذا يُعد استثنائيا (كحضور مجمل)، فبطولة (سنية) ككأس الأمير فيصل بن فهد ليست كافية لفريق يتوقد شبابا وحماسا، (منتج) للمواهب والأسماء ولا ينبغي له الانزواء تحت مضلة (الإصابات)، التي يمكن أن تؤثر - جزئيا - لا كليا... نتساءل: ما سر اختفاء وهج الهالة البيضاء وإلى متى؟!

وبحق فإن أجمل نتاج القائمة الخضراء (قاريا) صنعه الأهلي الذي لا تعني خماسيته بمرمى الجزيرة الإماراتي مجرد (نتيجة كبيرة)، بل تعني (الرغبة في المزيد).. ولمَ لا تكون (بداية جديدة) سواء في آسيا أو حتى بالبطولة المتبقية محليا (الأبطال)؟ فليس هناك ما ينقص نادٍ كبير وصاحب فكر (أكاديمي) مستقل كقلعة الكؤوس، هذا فضلا عن الدعم اللوجيستي الذي يلقاه من قائمة شرفييه! والنهج التدريبي «المتصاعد» لفارياس، الرجل الذي تشعر بأنه لم يأتِ لتدريب فرقة كروية على مهام معينة (فحسب)، بل جاء ليثبت فكر كروي تدريبي يؤمن بأنه أقصر الطرق للوصول إلى مبتغاه!

ثالث الأثافي الاتحاد، وهو الذي بدأ يعود تدريجيا لعافيته القارية وتوازنه الفني من بعد هزة فقدان الفرصة الحقيقية للحصول على مقعد ثابت بدوري زين، الذي انتهى لنهاية (بالطبع) غير مُرضية لطموحات الأصفر، ولكنها (الأقرب) للإنجاز بمعايير الاتحاديين (وصيف دوري زين)، وهو الطموح المشروع الذي أبقاه (مترئس) البطولة الحالية الهلال لباقي الفرق الأخرى للتنافس عليه!! تعجبني في العميد (الروح الجديدة) والحضور الحيوي للمحترف «الجزائري» الجديد (زياييه)، الذي يحاول في كل مرة يشارك فيها مع الفريق أن يثبت بأنه صفقة إيجابية للإدارة الاتحادية التي (واصلت) المسير على النهج البعيد.

الهلال.. أخشى ما نخشاه عموما على الهلال الدخول في حيز الأنفاق الضيقة، فمن الجيد أن تعامل كبطل من قبل الآخرين، لكن أسوأ ما تواجه الذات أحيانا حينما تتعامل (نرجسيا) مع نفسها.. كيف؟! فالتعاطي إيجابيا مع الأفضلية (الفنية والعناصرية) شيء جيد متى خرج بالخيارات عن قائمة الأفضلية المطلقة كناحية نظرية، وبقي محصورا في قائمة (ماذا سأقدم؟!) لا ما قدمت!! كدعم للقادم وزيادة بالحرص على الحضور الميداني أكثر تفاعلا مع الخطط الأخرى، وكنتاج عملي تطبيقي، بعيدا عن خيوط وهن النرجسية التي متى ما دخلت أذهان اللاعبين فإنها تصبح قناعة من الصعوبة تغييرها، فالتنافس على إضاعة الفرص ليس أفضلية. أيعقل أن فريقا كالهلال لا يستطيع الحفاظ على تقدمه لآخر نفس و(يخسر) بالتعادل أمام ممثل الإمارات؟؟! وإن كنا لنشير أيضا إلى تدني مستوى لاعب كبير هو دعامة للفريق والمنتخب الوطني كأسامة هوساوي، الذي ينبغي (مناقشته) عن مسببات هبوط وتراجع مستواه المعهود! فمع احترامنا لأهلي دبي الذي نجح بتطبيق استراتيجية (الجدار المانع) بطريقته الدفاعية تلك التي تعتمدها (المنتخبات الخليجية) حينما تواجه منتخبنا السعودي، والاعتماد على ما تجود به (قريحة المرتدات).. الأزرق افتقد (لفرط حركة) فيلهامسون في الأمام، التي كثيرا ما تتسبب في إرباك المدافعين وفتح ثغرات أمامية تعزز من فرص التسجيل!

عموما لا تزال مستويات فرقنا (مقبولة) حسابيا، ولا يجب أن نكون (عاطفيين) أكثر من اللازم، فجميع الفرق تمتلك ذات الطموح، غير أن الفارق هنا يتعلق بثلاثية مهمة (الخبرة.. الخيارات/البدائل.. والنفس الطويل).. وبالتوفيق للجميع.

[email protected]