ابن همام رئيس الفيفا القادم

مساعد العصيمي

TT

أعرف بلاتر.. ليس شخصيا بل من خلال العمل الإعلامي.. وأدرك كيف يبدو قبل الانتخابات القريبة المنتظرة.. خبرت ذلك من قبل.. عبر صحيفة «الشرق الأوسط» من خلال الحقبتين اللتين ترشح من خلالهما (1998 و2002).. واكبنا الأمر، وحقيقة كنا فرحين لأنه خيارنا كسعوديين وخليجيين.. لكن ومن خلال لقائي السابق معه سواء التلفزيوني أو الحواري لهذه الصحيفة، شهدت في الرجل توترا ملموسا.. لم ينفض المجلس إلا عرفت خبايا هذا التوتر.. وأدرك أن غيري يعلم الأمر ويعيه.. فليس غير ابن همام من يستطيع فعل ذلك بالرجل.. ليس إلا أن رئيس الفيفا يدرك الحضور المتجلي والقوة الخلاقة التي يملكها ابن همام.. وعليه فقد آمنت بأن إعلان دخول الأخير المعترك الانتخابي لأعلى منصب رياضي عالمي بات قريبا، وبلاتر قد عرف ذلك قبل الجميع.

في إشكالية ابن همام وبلاتر قد نحتاج إلى ما يدعم رأينا بأن الأخير وجل من الأول.. فقط ما علينا إلا أن نعود إلى مايو (أيار) الماضي، وكيف أن الحشود كلها قد اجتمعت لإسقاط رئيس اتحاد آسيا عن تنفيذية الفيفا.. الكل عمل لأجل ذلك، بل أكد توجهه بالحضور إلى كوالالمبور.. بلاتر فعل ذلك.. وبلاتيني.. وآخرون حملوا لواء الدعم والتجوال آسيويا لنصرة الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة.. وبن همام موجود في العاصمة الماليزية بثقته المعهودة ينتظر الركب كي يكتمل.. ولا أخفي أنني كنت من بين كثيرين توقعوا بداية التضعضع لابن همام من جراء ذلك الحشد ضده.. لكن كان انتصارا كبيرا أعاد لكل الركب الإيمان بأن هذا الرجل صعب المنال.. قوي المراس والشكيمة.. فمن خسر بعدها؟.. من وجهة نظر شخصية أن الآسيويين اختاروا الديمقراطية، وجميعهم كسبوا سواء من ربح مرشحه، أو من خسر.. لكن أولئك الذين قطعوا المحيطات قادمين من أوروبا كانوا هم الخاسر الأكبر.. وبدأ أنهم باتوا يتوجسون خائفين.. لأن ابن همام قادم لانتزاع رئاسة الفيفا منهم.. وأحسب أن هذا ليس صعب المنال ما دام الأمر يركن إلى الكونغرس بما يفضي إلى من تنتخبه الاتحادات الأعضاء.. وعليه فلن يكون ابن همام يوهانسون أو حياتو آخر.. لأنه يعرف جيدا أين يضع قدمه قبل أن يخطو.

ما علينا من ذلك الآن، لأن فيه استباقا لأحداث لن تتصاعد إلا بعد المونديال المقبل وحتى مايو (أيار) 2011، ولكن ما أنا بصدده أن علينا أن نتصور من الآن ذلك الحال السعيد، بأن يكون عربي رئيسا لأكبر مؤسسة رياضية في العالم، هذه المؤسسة التي ندرك أنها في قرارها وتوجهها وفاعليتها أصدق من تلك الشاهقة في نيويورك المسماة بهيئة الأمم المتحدة، في ظل أن الأخيرة غير مؤثرة على الإجماع الدولي، واسألوا إسرائيل عن المستوطنات.. وغيرها الكثير. وعليه أقول لن يكون حلما بل حقيقة، وما نحتاجه أن نعمل من الآن لأجل ذلك من خلال تكاتفنا كعرب وآسيويين ومع الأصدقاء الذين بلا شك يدركون الفرق بين ابن همام ومنافسه.. وعلينا أن نتفاءل لأن ليس هناك بعد تصويت الكونغرس العالمي في زيوريخ من «فيتو» يقصي حق العرب كما جرت العادة نيويوركيا!

[email protected]