«أبو العرّيف الرياضي»!

عبد الرزاق أبو داود

TT

هل تعرفه؟ من منا لم يعرف واحدا من هؤلاء أو جالسه ولو صدفة؟ كثيرون بيننا «أسعدهم» الحظ التعيس بذلك؟ هل تستمتع بوجوده أم إنك تشعر بالضيق والملل؟ لا هذه ولا تلك بالنسبة لي، فأنا على استعداد لأن ألقمه ما يسكته؟ كثيرون هم هؤلاء الذين يمكن أن نطلق عليهم مسمى «أبو العرّيف» الذي يدل على «الخبرة والحنكة واليقظة» واللقافة والثرثرة ومعرفة كل شيء في أي شيء وفي كل مكان وزمان. يتمتع «أبو العريف» - رعاه الله - بقطع حديث الآخرين، والتشكيك فيما يقولون، وتسفيه آرائهم، والانقضاض على مجلس بأكمله وامتلاك ناصية الحديث عنوة، وما على الآخرين إلا الإنصات «لغبطته» الذي لا ينفك يلقي «المحاضرات والدروس والعظات»، ويرد على أي تساؤلات فيما شئت أو شاء من الأمور.

«أبو العريف» ليس شخصا معينا حتى لا يولول بعضهم بالشكوى؟ ولكنه «ظاهرة» ابتليت بها الرياضة السعودية طوال تاريخها تفاقمت مؤخرا، منها نماذج «رائعة» حباها الله بصفات «آخر موديل» أهمها: الإصرار على الخطأ، ومحاولة إبراز الذات، وعدم القدرة على تقبل الآخرين، والإيهام بأهمية ما يقوله وتفاهة ما يقوله غيره، وارتفاع الصوت، ومقاطعة الآخرين، والقفز من موضوع إلى آخر، وهلم جرا.

«أبو العريف» الرياضي موجود في الصحف والتلفزيون والراديو والجوال والمجالس والمقاهي والطائرات والملاعب وبجوارك وعن يمينك وشمالك وخلفك وأمامك، يخطئ ولا ترف له جفن.. يكذب.. يهرف لا يحترم صغيرا أو كبيرا، إنه يتوقف أمام الأقوى فقط؟ ويتراجع ويحسب حساباته سريعا ماذا هو خاسر إن استمر أمام من يلجمه حجرا!. «أبو العريف» يحاول أن يلاطف القوي، وينقض على من يظنه ضعيفا، ويجامل من يستفيد منه، ويهاجم من يظن أن لا فائدة منه.

لا تسلني عن اسم من هذه «النماذج» المتجولة في كل مكان لنشر ذاتها، ومحاولة بيان أهمية تتوهمها. «عرفت» الكثيرين منهم، ولكن لا تسلني عن كيفية نهاية بعضهم! نعم قد «أتبحبح» وأزعم أن بعضهم مله الآخرون حد القرف، وسقط سقطات ذريعة فانزوى، ولملم آخرون ما تبقى من أدواتهم المهترئة وتنحوا فخبوا تدريجيا.

ذلك بعض مما اعتراني من ملاحظة ظاهرة «أبو العريف» الرياضية السعودية التي «اشتد» عودها، وبحت حناجرها ونسيت بعضا من «ماضيها»؟! بفضل ما يمكن أنه نسميه بالظاهرة الصوتية - الإعلامية التي اجتاحت المجتمع الرياضي فأخرجت لنا بعضا مما يثير الضحك والسخرية، ويدفعك إلى أن تتمنى لو أن «الظروف» تسمح لك بصفع أحدهم كي يكف عن الثرثرة ولو قليلا؟!

رحماك ربي فقد يصل الحال بأحدنا يوما إلى هذا.. فقد «انفقعت» أكبادنا من هؤلاء الثرثارين وترهاتهم واختلاقاتهم.. وفيقهتهم.. ولقافاتهم التي لا تنتهي.