هل لجان اتحاد الكرة محصنة ضد التحريض؟

موفق النويصر

TT

المتابع للدوري الإنجليزي يجد أن هناك عددا من اللاعبين، أمثال الإيفواري دروغبا لاعب تشيلسي، والصربي فيديتش لاعب مانشستر يونايتد، والأرجنتيني ماسكيرانو لاعب ليفربول، وغيرهم كثير، بالرغم من احترافيتهم الكروية العالية، فإنهم عادة لا ينهون أي مباراة يشاركون فيها إلا بحصولهم على أحد الكروت الملونة، إما نتيجة الخشونة الزائدة أو لانفلات أعصابهم.

ومع هذا، ورغم وجود الصحف «الصفراء»، التي تقتات يوميا على فضائح المشاهير ومشكلاتهم، فإننا لم نسمع يوما نغمة إنهاء عقد هذا اللاعب أو طرده من البلاد ومنعه من العودة إليها مرة أخرى، كما يتحفنا بين الحين والآخر بعض أعضاء شرف الأندية السعودية أو الإعلام الرياضي الموجه.

استحضرت هذه المعلومات بعد سلسلة الأحداث التي شهدتها الدقائق الأخيرة من لقاء الاتحاد بالهلال في آخر مباريات الدوري، والتي نتج عنها طرد لاعب الهلال الروماني رادوي، وإلحاق مدرب الفريق غيريتس به، نتيجة دخوله أرض الملعب، وما تبع ذلك من تحريض إعلامي عبر الصحافة المكتوبة والمرئية بين «أنصار» الفريقين، كخطوة استباقية لتخفيف الضغط عن فريقها، وتأليب اللجان العقابية في اتحاد الكرة على الفريق الآخر.

كل هذه الأحداث تجعلنا نتساءل: هل لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم «حصينة» ضد التحريض، أم أنها تتأثر بالضغط الإعلامي الموجه من إعلام الأندية الجماهيرية، فتتخذ عقوبات ضد فريق أو تتساهل مع آخر؟

واقع الحال يقول إنها تتأثر بالضغط الإعلامي، بدليل الأحداث التي شهدتها الدقائق الأخيرة لمباراة الحزم ونجران، عندما اشتبك لاعبا الفريقين أحمد مناور وبشار بن ياسين، مما أدى إلى تدخل إداريي وفنيي الفريقين لفض الاشتباك.

الحادثتان السابقتان وقعتا أثناء سير المباراة، وشهدتا تدخلات إداريي وفنيي الفريقين، ومع هذا سمعنا عن إيقاع عقوبة ضد لاعب الهلال، وغرامة مالية على مدربه، فيما لم نر عقوبة مماثلة على لاعب الحزم مناور، أو إداريي الفريقين الذين ملأوا أرض الملعب لفك الاشتباك.

فلماذا اتخذت لجنة الانضباط واللجنة الفنية عقوبات بحق نادي الهلال، ولم تتخذ عقوبات مماثلة بحق اللاعبين المشتبكين أو الأجهزة الفنية والإدارية لفريقي الحزم ونجران الذين دخلوا أرض الملعب؟

هذه الضبابية في اتخاذ العقوبات تجعل الجمهور الرياضي في حيرة من أمره حول القرارات المتخذة ضد فرقها، وتجعله يتساءل: هل العقوبات التي اتخذت نزيهة أم لا؟

هذه التساؤلات المشروعة ستظل مطروحة ولن تنتهي، ما دامت اللجان العقابية تعمل بلا لوائح واضحة ومكتوبة، تبين الجرم وما يستحقه من عقوبة، وستظل التكهنات قائمة، والشكوك تحوم حولها، حتى تجتمع هذه اللجان وتتخذ قراراتها، التي سيظهر من يشكك فيها.

أخيرا أتمنى ألا ننتظر كثيرا قبل أن نرى قوائم تبين المخالفات وما يقابلها من عقوبات، وإن كنت ميالا كثيرا للعقوبات المالية، مع تغليظها إن تكرر الفعل، كون الإيقاف يحرم الفريق من خدمات لاعبه الموقوف، رغم المبالغ الكبيرة التي تدفعها الأندية لهؤلاء اللاعبين.

[email protected]