هلال.. أقل من المطلوب!

مساعد العصيمي

TT

حتى وإن فاز الهلال أمس على مضيفه الأهلي الإماراتي بهدف في الوقت الضائع.. ذلك الهدف الذي جعله ما زال ممسكا بالصدارة.. إلا أن من شاهد عطاءه أمس في دبي يدرك أن هذا الفريق بات أقل قدرة مما كان عليه مطلع الموسم الجاري وحتى ما قبل نحو شهر.

إشكالية الهلال القائمة أن ليس هناك بديل قادر على سد الفراغ الذي يتركه الأساسي، وهذا لمسناه كثيرا، ففي حين غياب العناصر الأساسية وغيرهم.. تجد الفريق أقل مما هو عليه، يفقد كثيرا من هويته، ينخفض توازنه، يرتبك لاعبوه.

قبل أن ننشغل في ذلك فنقرأ شأن تعويض العناصر فأجزم أن مدرب الهلال السيد غيرتس يزيد من ألم فريقه حين يضعف مركزا لتعويض آخر، فأحد أهم الأوراق الهلالية متمثلة بالظهير الكوري لي يونغ، يقل عطاؤه وتتراجع دقة تمريراته الرائعة، حتى وإن أحرز هدف الفوز أمس، يحدث هذا حين ينقله غيرتس للجهة اليسرى، فهو يضعف اليمنى ويقلل من قيمة شاغل اليسرى الجديد.. وكأنه يعاقب الفريق بتغييرات جديدة!

ثمة أمر هلالي آخر أعتقد أنه يزيد من التراجع وهو ما يذهب إلى حالة الفردية التي عليها لاعبوه، وبخاصة البرازيلي تياغو نفيز، وهي فردية ظاهرة مقلقة لم يجد لها غيرتس أي حلول، وعليه فلا بأس إن بلغ حدا من الغرور يجعله يشير بيده غاضبا وشاتما كل من يطالبه بالجماعية من زملائه، وأجزم أن فردية هذا البرازيلي متناقضة تماما مع الإيثار الذي عليه زميله السويدي.. فهل من قادر على مكاشفته وإيقافه عند حده؟!

أقول إن على مدرب الهلال أن يعيد حسابات فريقه إذا ما أراد أن يكون حاضرا بقوة في المنافسة الآسيوية، بأن يوجد فريقا قادرا على التعويض والمقارعة القوية بأي أسماء.. وأسأله الآن ما الذي سيحدث لفريقه لو خسر رادوي والدعيع.. هل سيتخلى عن المنافسة؟.. في ظل المشاهدات السابقة أعتقد أنه سيكون قريبا من ذلك.. الجانب الأهم والمطلوب في الأمر أن يبحث الهلال عن الأسماء المحلية القادرة على تعويض الفجوة الكبيرة والظاهرة بين الأساسي والبدلاء.. خصوصا في الخطوط الخلفية.. يبحث عن أصحاب الكفاءة لرفع القيمة التي يقدمها البدلاء، فمن وجهة نظر شخصية، لا أعتقد أن مثل نامي قادر على تعويض غياب أي من الظهيرين.. ولا بمقدور خيرات ولا حسن العتيبي أن يفعلا الشأن نفسه مع مماثليهما في الملعب.

الهلال ما زال يملك فرص التفوق.. لكن هناك حسابات لا بد من إعادة ضبطها.. فالبطل هو بطل خلال كل المراحل.. لا أن يظهر مرة ويغيب أخرى.. والأكيد أن المشوار الآسيوي المتقدم سيكون أعنف وأقوى مما هو عليه.. وليفطن الهلاليون لذلك، ففريق يخسر بالخمسة والأربعة كما هو أهلي الإمارات يكون قادرا على انتزاع المستوى من أمام الهلال.. وفي ذلك إشكالية أعتقد أن مصدرها الهلال.

[email protected]