يا نصر.. دع عنك الخليج فآسيا تنتظرك!

عبد العزيز الغيامة

TT

ليس غريبا أبدا أن تظهر مباراة الوصل والنصر بهذا السوء التنظيمي، لسبب وحيد، هو إدراكي التام أن مستوى التنظيم للبطولات الخليجية هو نفسه لم يتغير، بل وكأنك تشاهد مباراة تعود إلى عام 1970، حيث الاجتهادات الفردية والعشوائية، ولن أكون قاسيا حينما أقول إن التنظيم لأي بطولة خليجية أشبه ما يكون بدورة حواري، لا يهم أين تقام، في دبي أو المنامة أو الكويت أو حتى بالرياض، فالمنظم واحد والعقلية واحدة لا فرق.

لست مع غالبية القنوات الفضائية التي خرجت عقب المباراة وذهبت لتعلق المشكلة على اخصائي العلاج الطبيعي في نادي النصر، لقناعتي الشخصية بأن إيليا عواد لم يخرج عن هدوئه وإطاره الذي يسير عليه إلا بعد أن واجه أمرا لا يمكن السكوت عنه!!

بصراحة أكثر.. ما حدث في ملعب زعبيل لم أره إلا هناك في بيرو وكولومبيا، حيث يختلط الحابل بالنابل، والطريف بل المضحك، أن قوات الأمن المعنية بحماية الفريقين من الجماهير هي التي تفرجت على الجماهير وهي «تنزل» إلى أرض الملعب، وتضرب طبيب النصر ونجميه أحمد عباس وفيغاروا، لدرجة أنك حين تشاهد أحد المشجعين الإماراتيين وهو يقفز لضرب فيغاروا تظن أنه تدرب على هذا السلوك أياما وأياما لتكون الضربة قاضية لا محالة..!

أعود وأقول.. ما حدث ليلة الأربعاء «مسخرة»، أبطالها أمن ملعب زعبيل، واللجنة التنظيمية الخليجية، إن كانت هناك «لجنة». أما أمن زعبيل فقصتهم قصة، وحالهم عجب، وإلا كيف يتفرجون على المعتدين والمشاغبين ثم يعيدونهم إلى قواعدهم سالمين؟!.. يا الله من أمن ملاعب لا يقدر على شيء سوى التفرج! بصراحة أكثر.. النصر أكبر من كأس الخليج.. يا هؤلاء، والله إنه أكبر من كأس المنتخبات فكيف بالأندية؟.. بطولات ضعيفة لا فائدة منها.. تقتل المعنويات وتطرد أفضل المدربين، وتهدر عشرات الملايين، ومن أجل ماذا يا ترى؟.. من أجل بطولة حواري.. إنها كالحواري لا فرق.. عودوا وتذكروا ماذا كانت فرق الحواري تفعل حينما تشعر بالخسارة «أبفوز أو أبخرب»!

نعم النصر أكبر من هذه البطولة وأمها.. لقد أعاد لها عبر جماهيره العريقة الحياة بعد موتها، وبعد أن شبعت موتا، لكنه العالمي الذي لم يحسن مسؤولوه اتخاذ القرار.. نعم لو كنت مكان الرئيس أو القريني لأصدرت قرارا بالانسحاب.. لا كرامة لفريق يهان لاعبوه وأعضاؤه في ملعب مضيف.. ولا مكانة لفريق يُضرب نجومه وأعضاؤه تحت أي سبب كان وسط مباركة أمن الملعب!.. يا نصر.. دوري ابن همام ينتظرك.. حيث النظام والانضباط والهدف العالمي.. أما بطولات الحواري فقد تجاوزها قطار التألق والتميز والرقي الكروي واحترام الذات.. لو كنت رئيسا وقبلت هذه اللجنة احتجاج فريقي لكان أول قرار أتخذه هو الانسحاب، ففي النهاية هم الخاسرون وأنا الرابح.. ألا يكفيني أن جماهير العالمي هي سبب نجاح هذه البطولة؟!

[email protected]