الثقة «الزائفة»!

عادل عصام الدين

TT

يعتقد بعض الرياضيين أن مجرد توفر الثقة بالنفس يعني تحقيق الفوز، وأن الثقة بالنفس هي الاعتقاد في تحقيق الفوز.

ويرى الدكتور أسامة كامل راتب أن المفهوم الصحيح للثقة بالنفس يعني توقع الرياضي الواقعي لتحقيق النجاح، فالثقة بالنفس لا تعني ما يأمل أن يفعله الرياضي، ولكن ما الأشياء الواقعية التي يتوقع عملها.

في كتابه «علم النفس الرياضي»، يعترض أسامة كامل راتب على استخدام مصطلح «الثقة الزائدة»، ويرى أن الأصح أن نقول «الثقة الزائفة».

في الملاعب.. هناك رياضي غير واثق من نفسه، أي يحتاج إلى الثقة بالنفس، وهناك رياضي يتميز بدرجة مبالغ فيها من الثقة بالنفس، وهي الثقة الزائفة، وهناك لاعب لديه بعض أو مقدار من الثقة في النفس، وهذا هو المستوى المرغوب فيه من الثقة كما يرى المؤلف.

والحقيقة أن الثقة في النفس لا علاقة مباشرة لها بالمقدرة أو الكفاءة، بمعنى أن توفر الثقة في النفس لا يعني أن اللاعب سيكون نجما أو بارعا أو مبدعا، وهذا خطأ شائع في ملاعبنا، ذلك أن الأساس في النجومية والنجاح هو المقدرة أو الكفاءة، ومن ثم تأتي بقية الجوانب التي تدعم المقدرة، ومن بينها الثقة في النفس التي تعتبر من العناصر في الإعداد النفسي الجيد للفريق الرياضي.

«إن الرياضيين الذين يتمتعون بالثقة المثلى في النفس يضعون لأنفسهم أهدافا واقعية تمشي مع قدراتهم».

إن امتلاك الرياضي الثقة في النفس صفة شخصية ضرورية، كما يؤكد أساتذة الرياضة، بيد أن امتلاك هذه الصفة لا يضمن وحده التفوق في الأداء، ومن هنا نقول إن النجاح يعتمد على عدة عوامل وجوانب، ويخطئ من يعتقد أن مجرد توفر الموهبة يعني الوصول للنجاح أو أن مجرد توفر الثقة في النفس يعني تحقيق الفوز.

بالعودة للثقة الزائفة التي يسميها الكثيرون «الثقة الزائدة»، تتمثل في اعتقاد اللاعب أنه أفضل من إمكاناته الحقيقية، يقابل اللاعب سواء في «الحارة» أو المدرسة أو النادي بنوع من التدليل والتشجيع المبالغ فيه، وما أكثر من جاءوا للملاعب بـ«زفة» مبالغ فيها ثم فشلوا في الملاعب، لأن التجربة أكدت أن ثقتهم كانت زائفة.

إن الثقة الزائفة، كما يؤكد الخبراء، تؤدي للفشل الذريع، لأن الأمر ببساطة يتوقف أساسا على القدرات والإمكانات.

المقدرة والإمكانات أولا.. ثم الطاقة النفسية.. وبقية الجوانب. ثم إن بعض اللاعبين يتظاهرون بالثقة.. وتلك مشكلة أخرى، وهم في حقيقة الأمر يشعرون بالقلق والخوف وتستحوذ عليهم، كما يشير الدكتور راتب، مشاعر عدم الثقة.

اللاعب.. صاحب الثقة الزائفة يشوه الحقيقة ويخلط بين ما هو عليه وما يجب تحقيقه، بعكس اللاعب الذي يملك مقدارا من الثقة ويكون واقعيا يدرك مدى ما يملكه من كفاءة ومقدرة.

إن «الثقة تساعد على تركيز الانتباه وتؤثر في بناء الأهداف وتزيد المثابرة وبذل الجهد»، وأختم، كما يشير الخبراء، بأنها ليست بديلا للكفاءة البدنية أو المهارية.

[email protected]